الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١١٦
صوف وكساء صوف وسراويل صوف وكمه صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكى * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الرحمن بن معاوية قال لما كلم موسى ربه عز وجل مكث أربعين يوما لا يراه أحد الا مات من نور رب العالمين * وأخرج أبو الشيخ عن عروة بن رويم قال كان موسى لم يأت النساء منذ كلمه ربه وكان قد ألبس على وجهه برقع فكان لا ينظر إليه أحد الا مات 7 فكشف لها عن وجهه فأخذتها من غشيته مثل شعاع الشمس فوضعت يدها على وجهها وخرت لله ساجدة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو النعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال كلم الله موسى من ألف مقام فكان كلما كلمه رأى النور على وجهه ثلاثة أيام قال وما قرب موسى امرأة مذ كلمه ربه * وأخرج ابن المنذر عن عروة بن رويم اللخمي قال قالت امرأة موسى لموسى انى أيم منك مذ أربعين سنة فأمتعني بنظرة فرفع البرقع عن وجهه فغشى وجهه نور التمع بصرها فقالت ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة قال على أن لا تزوجي بعدي وأن لا تأكلي الا من عمل يديك قال فكانت تتبع الحصادين فإذا رأوا ذلك تخاطوا لها فإذا أحست بذلك تجاوزته * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو خيثمة في كتاب العلم والبيهقي عن ابن عباس قال قال موسى عليه السلام حين كلم ربه أي رب أي عبادك أحب إليك قال أكثرهم لي ذكرا قال أي عبادك أحكم قال الذي يقضى على نفسه كما يقضى على الناس قال رب أي عبادك أغنى قال الراضي بما أعطيته * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن ان موسى عليه السلام سأل ربه جماعا من الخير فقال اصحب الناس بما تحب أن تصحب به * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر لأصول والبيهقي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى ناجى موسى عليه السلام بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب عز وجل فكان فيما ناجاه ان قال يا موسى انه لم يتصنع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلى المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي فقال موسى يا رب ويا إله البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والاكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم قال اما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي حتى يتبوؤا فيها حيث شاؤوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق عبد الا ناقشته الحساب وفتشت عما في يديه الا الورعون فإني أستحيهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب وأما الباكون من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركهم فيه أحد * وأخرج أبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله الا أنت يا رب انما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن عطاء بن يسار قال قال موسى عليه السلام يا رب من أهلك الذين هم أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك قال هم البريئة أيديهم الطاهرة قلوبهم الذين يتحابون بجلالي الذين إذا ذكرت ذكروا بي وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم الذين يسبغون الوضوء في المكاره وينيبون إلى ذكرى كما تنيب النسور إلى وكورها ويكلفون بحبي كما يكلف الصبى بحب الناس ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا خرب * وأخرج أحمد عن عمران القصير قال قال موسى بن عمران أي رب أين أبغيك قال ابغني عند المنكسرة قلوبهم انى أدنو منهم كل يوم باعا ولولا ذلك انهدموا * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن عمار بن ياسر ان موسى عليه السلام قال يا رب حدثني بأحب الناس إليك قال ولم قال لأحبه لحبك إياه فقال عبد في أقصى الأرض سمع به عبد آخر في أقصى الأرض لا يعرفه فان أصابته مصيبة فكأنما أصابته وان شاكته شوكة فكأنما شاكته ما ذاك الا لي فذلك أحب خلقي إلى قال يا رب خلقت خلقا تدخلهم النار أو تعذبهم فأوحى الله إليه كلهم خلقي ثم قال ازرع زرعا فزرعه فقال اسقه فسقاه ثم قال قم عليه فقام عليه فحصده ورفعه فقال ما فعل زرعك يا موسى قال فرغت منه ورفعته قال ما تركت منه شيئا قال مالا خير فيه قال كذلك أنا لا أعذب الا من لا خير فيه * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست