يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك قال الذي يسرع إلى هواي اسراع النسر إلى هواه والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبى بالناس والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فان النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا وأخرجه ابن أبي شيبة عن عروة موقوفا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال أي عبادك أغنى قال الذي يقنع بما يؤتى قال فأي عبادك أحكم قال الذي يحكم الناس بما يحكم لنفسه قال فأي عبادك أعلم قال أخشاهم * وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة وأبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام كان يمشى ذات يوم في الطريق فناداه الجبار عز وجل يا موسى فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا ثم ناداه الثانية يا موسى بن عمران فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا وارتعدت فرائصه ثم نودي الثالثة يا موسى بن عمران إنني أنا الله لا إله الا أنا فقال لبيك لبيك فخر لله تعالى ساجدا فقال ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال يا موسى ان أحببت ان تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل الا ظلي كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج العطوف يا موسى بن عمران ارحم ترحم يا موسى كما تدين تدان يا موسى نبي بني إسرائيل انه من لقيني وهو جاحد بمحمد صلى الله عليه وسلم أدخلته النار فقال ومن أحمد فقال يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم على منه كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل ان أخلق السماوات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة وعزتي وجلالي ان الجنة محرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته قال موسى ومن أمة أحمد قال أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال يشدون أوساطهم ويطهرون أطرافهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل أقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة ان لا إله إلا الله قال اجعلني نبي تلك الأمة قال نبيها منها قال اجعلني من أمة ذلك النبي قال استقدمت واستأخر يا موسى ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال * وأخرج أبو النعيم عن وهب قال قال موسى عليه السلام إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي وأجعله في كنفي قال يا رب أي عبادك أشقى قال من لا تنفعه موعظة ولا يذكرني إذا خلا * وأخرج أبو نعيم عن كعب قال قال موسى يا رب ما جزاء من آوى يتيما حتى يستغنى أو كفل أرملة قال أسكنه جنتي وأظله يوم لا ظل الا ظلي * وأخرج ابن شاهين في الترغيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال موسى عليه السلام يا رب ما لمن عزى الثكلى قال أظله بظلي يوم لا ظل الا ظلي * وأخرج آدم بن أبي إياس في كتاب العلم عن عبد الله بن مسعود قال لما قرب موسى نجيا أبصر في ظل العرش رجلا فغبطه بمكانه فسأل عنه فلم يخبر باسمه وأخبر بعمله فقال له هذا رجل كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله بر بالوالدين لا يمشى بالنميمة فقال الله يا موسى ما جئت تطلب قال جئت أطلب الهدى يا رب قال قد وجدت يا موسى قال رب اغفر لي ما مضى من ذنوبي وما غبر وما بين ذلك وما أنت أعلم به منى وأعوذ بك من وسوسة نفسي وسوء عملي فقيل له قد كفيت يا موسى قال رب أي العمل أحب إليك ان أعمله قال اذكرني يا موسى قال رب أي عبادك أتقى قال الذي يذكرني ولا ينساني قال رب أي عبادك أغنى قال الذي يقنع بما يؤتى قال رب أي عبادك أفضل قال الذي يقضى بالحق ولا يتبع الهوى قال رب أي عبادك أعلم قال الذي يطلب علم الناس إلى علمه يسمع كلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى قال رب أي عبادك أحب إليك عملا قال الذي لا يكذب لسانه ولا يزنى فرجه ولا يفجر قلبه قال رب ثم أي على أثر هذا قلب مؤمن في خلق حسن قال رب أي عبادك أبغض إليك قال قلب كافر في خلق شئ قال رب ثم أي على أثر هذا قال جيفة بالليل بطال بالنهار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد ان الله أوحى إلى موسى عليه السلام إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكرى خاشعا مطمئنا وإذا ذكرتني فاجعل لسانك وراء قلبك وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل وذم نفسك فهي أولى بالذم وناجني حين تناجيني بقلب وجل ولسان صادق * وأخرج أحمد عن قسى رجل من أهل الكتاب قال إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام يا موسى ان جاءك الموت وأنت على غير وضوء فلا تلومن الا نفسك قال وأوحى إليه ان الله تبارك وتعالى يدفع بالصدقة سبعين بابا من السوء مثل الغرق والحرق والسرق وذات الجنب قال وقال له والنار قال والنار * وأخرج أحمد عن كعب
(١١٧)