الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٠
مثقلة ممدودة * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ دكا منونة ولم يمده * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تجلى ربه للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعن بالمدينة أحد وورقان ورضوى ووقع بمكة ثور وثبير وحراء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه فسأله فقال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل قال فحف حول الجبل بالملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحف حولهم بنار ثم تجلى ربك للجبل تجلى منه مثل الخنصر فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا فلم يزل صعقا ما شاء الله ثم انه أفاق فقال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين يعنى أول المؤمنين من بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فلما تجلى ربه للجبل قال كشف بعض الحجب * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة أنه كان يقرأ هذا الحرف فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال كان حجرا أصم فلما تجلى له صار تلا ترابا دكا من الدكوات * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن سفيان في قوله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال ساخ الجبل إلى الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب بعد * واخرج أبو الشيخ عن أبي معشر قال مكث موسى أربعين ليلة لا ينظر إليه أحد الا مات من نور رب العالمين ومصداق ذلك في كتاب الله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال ترابا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عروة بن رويم قال كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى على الطور صما ملسا ليس فيها كهوف ولا شقوق فلما تجلى الله لموسى على الطور صار الطور دكا وتفطرت الجبال فصارت فيها هذه الكهوف والشقوق * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله دكا قال الأرض المستوية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة جعله دكا قال دك بعضه بعضا * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وخر موسى صعقا قال غشى عليه الا أن روحه في جسده فلما أفاق قال لعظم ما رأى سبحانك تنزيها لله من أن يراه تبت إليك رجعت عن الامر الذي كنت عليه وانا أول المؤمنين يقول أول المصدقين الآن انه لا يراك أحد * واخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وانا أول المؤمنين يقول انا أول من يؤمن انه لا يراك شئ من خلقك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وخر موسى صعقا أي ميتا فلما أفاق قال فلما رد الله عليه روحه ونفسه قال سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين انه لن تراك نفس فتحيا واليها يفزع كل عالم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله تبت إليك قال من سؤالي إياك الرؤية وانا أول المؤمنين قال أول قومي ايمانا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله وانا أول المؤمنين قال قد كان اذن قبله مؤمنون ولكن يقول انا أول من آمن بأنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تخيروني من بين الأنبياء فان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور * قوله تعالى (قال يا موسى) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن شودب قال أوحى الله إلى موسى أتدري لم اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي قال لا يا رب قال إنه لم يتواضع لي تواضعك أحد * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال قال موسى يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرا لك فيما اصطنعت إلى قال يا موسى قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير قال فكان موسى أراد من العمل ما هو أنهك لجسمه مما أمر به فقال له يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن * قوله تعالى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال كتبت التوراة بأقلام من ذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال كتب الله الألواح لموسى وهو يسمع صريف الأقلام في الألواح * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثنى عشر ذراعا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال أخبرت ان الألواح من زبرجد ومن زمرد الجنة أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن وكتبها بيده بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد الرب من
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست