الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٩
يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع فقال وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع وما منهم من أحد يتكلم الا وثب ضفدع في فيه وما من شئ من آنيتهم الا وهي ممتلئة من الضفادع فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم فلم يفوا فأرسل الله عليهم الدم فصارت أنهارهم دما وصارت آبارهم دما فشكوا إلى فرعون ذلك فقال ويحكم قد سحركم فقالوا ليس نجد من مائنا شيئا في اناء ولا بئر ولا نهر الا ونجده طعم الدم العبيط فقال فرعون يا موسى ادع لنا ربك فكشف عنهم الدم فلم يفوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فأرسلنا عليهم الطوفان وهو المطر حتى خافوا الهلاك فاتوا موسى فقالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فانا نؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم المطر فأنبت الله به حرثهم وأخصبت بلادهم فقالوا ما نحب انا لم نمطر ولن نترك الهنا ونؤمن بك ولن نرسل معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم الجراد فأسرع في فساد زروعهم وثمارهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد فانا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الجراد وكان قد بقى من زرعهم ومعائشهم بقايا فقالوا قد بقى لنا ما هو كافينا فلن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم القمل وهو الدبا فتتبع ما كان ترك الجراد فجزعوا وخشوا الهلاك فقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا الدبا فانا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الدبا فقالوا ما نحن لك بمؤمنين ولا مرسلين معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم الضفادع فملأ بيوتهم منها ولقوا منها أذى شديدا لم يلقوا مثله فيما كان قبله كانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم طعامهم وتطفئ نيرانهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الضفادع فقد لقينا منها بلاء وأذى فانا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الضفادع فقالوا لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم الدم فجعلوا لا يأكلون الا الدم ولا يشربون الا الدم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الدم فانا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الدم فقالوا يا موسى لن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل فكانت آيات مفصلات بعضها أثر بعض لتكون لله الحجة عليهم فاخذهم الله بذنوبهم فأغرقهم في اليم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فأرسلنا عليهم الطوفان قال الماء والطاعون والجراد قال تأكل مسامير رتجهم يعنى أبوابهم وثيابهم والقمل الدبا والضفادع تسقط على فرشهم وفى أطعمتهم والدم يكون في ثيابهم ومائهم وطعامهم * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال بلغني أن الجراد لما سلط على بني إسرائيل أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الجراد نترة من حوت في البحر * وأخرج العقيلي في كتاب الضعفاء وأبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجراد فقال إن مريم سالت الله ان يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن أبي امامة الباهلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مريم بنت عمران سالت ربها ان يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع يعنى الصون قال الذهبي اسناده أنظف من الأول * وأخرج البيهقي في سننه عن زينب ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إن نبيا من الأنبياء سال الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد * وأخرج أبو داود وابن ماجة وأبو الشيخ في العظمة والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن سلمان قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه * وأخرج أبو بكر البرقي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان عن أبي زهير النميري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقاتلوا الجراد فإنه جند من جند الله الأعظم قال البيهقي هذا ان صح أراد به إذا لم يتعرض لإفساد المزارع فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل أو أراد به تعذر مقاومته بالقتال والقتل * وأخرج البيهقي من طريق الفضيل بن عياض عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله قال وقعت جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا الا نقتلها يا رسول الله فقال من قتل جرادة فكأنما قتل غوريا قال البيهقي هذا ضعيف بجهالة بعض رواته وانقطاع ما بين إبراهيم وابن مسعود * وأخرج الحاكم في تاريخه والبيهقي بسند فيه مجهول عن ابن عم قال وقعت
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست