الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١١٤
لو أن الناس إذا ابتلوا من سلطانهم بشئ صبروا ودعوا الله لم يلبثوا ان يرفع الله ذلك عنهم ولكنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه والله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا هذه الآية وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال ما أوتيت بنو إسرائيل ما أوتيت الا بصبرهم وما فزعت هذه الأمة إلى السيف قط فجاءت بخير * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال إذا جاء أمر لا كفاء لك به فاصبر وانتظر الفرج من الله * وأخرج أحد عن بيان بن حكيم قال جاء رجل إلى أبى الدرداء فشكا إليه جارا له قال اصبر فان الله سيجيرك منه فما لبث ان أتى معاوية فحباه وأعطاه فأتى أبا الدرداء فذكر ذلك له قال إن ذلك لك منه جزاء * واخرج أبو الشيخ عن قتادة ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه قال إن الله تعالى لا يملي للكافر الا قليلا حتى يوبقه بعمله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما كانوا يعرشون قال يبنون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وما كانوا يعرشون قال يبنون البيوت والمساكن ما بلغت وكان عنبهم غير معروش والله أعلم * قوله تعالى (وجاوزنا ببني إسرائيل) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قال على لخم * واخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قال هم لخم وجذام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قال تماثيل بقر من نحاس فلما كان عجل السامري شبه لهم انه من تلك البقر فذاك كان أول شان العجل لتكون لله عليهم حجة فينتقم منهم بعد ذلك * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كمالهم آلهة قال يا سبحان الله قوم أنجاهم الله من العبودية وأقطعهم البحر وأهلك عدوهم وأراهم الآيات العظام ثم سألوا الشرك صراحية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين فمررنا بسدرة فقلت يا رسول الله اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة انكم تركبون سنن الذين من قبلكم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ونحن ألف ونيف ففتح الله له مكة وحنينا حتى إذا كنا بين حنين والطائف أرض 7 شجرة دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلاح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها فقال له رجل يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها السنن قلتم والذي نفس محمد بيده كما قالت بنو إسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله متبر قال خسران * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله متبر قال هالك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ان هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل قال المتبر المخسر وقال المتبر والباطل سواء كله واحد كهيئة غفور رحيم والعرب تقول انه البائس المتبر وانه البائس المخسر * قوله تعالى (وواعدنا موسى) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر قال ذو القعدة وعشر من ذي الحجة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سليمان التيمي قال زعم حضرمي ان الثلاثين ليلة التي وعد موسى ذو القعدة والعشر التي تمم الله بها الأربعين ليلة عشر ذي الحجة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال ما من عمل في أيام من السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة وهي العشر التي أتمها الله لموسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر يعنى ذا القعدة وعشرا من ذي الحجة خلف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليه التوراة في الألواح فقربه الرب نجيا وكلمه وسمع صريف القلم وبلغنا أنه لم يحدث في الأربعين ليلة حتى هبط من الطور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وواعدنا
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست