الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
قالوا ليت من خلفنا علموا ما أعطانا الله من الثواب ليكون أحرى لهم فقال الله انا أعلمهم فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا فقال أما انا قد سألنا عن ذلك أرواحهم في جوف طير خضر ولفظ عبد الرزاق أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت تم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شئ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد ان ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا * وأخرج عبد الرزاق عن أبي عبيدة عن عبد الله انه قال في الثالثة حين قال لهم هل تشتهون من شئ قالوا تقري نبينا السلام وتبلغه انا قد رضينا ورضى عنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بل أحياء عند ربهم يرزقون قال يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال كنا نحدث ان أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة وان مساكنهم سدرة المنتهى وان للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال من قتل في سبيل الله منهم صار حيا مرزوقا وعن غلب آتاه الله أجرا عظيما ومن مات رزقه الله رزقا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله بل أحياء قال في صورة طير خضرة يطيرون في الجنة حيث شاؤوا منها يأكلون من حيث شاؤوا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال أرواح الشهداء في طير بيض في الجنة * وأخرج ابن جرير من طريق الإفريقي عن ابن بشار الأسلمي أو أبى بشار قال أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة في كل قبة زوجتان رزقهم في كل يوم ثور وحوت فاما الثور ففيه طعم كل ثمرة في الجنة وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة * وأخرج ابن جرير عن السدى ان أرواح الشهداء في أجواف طير خضر في قناديل من ذهب معلقة بالعرش فهي ترعى بكرة وعشية في الجنة وتبيت في القناديل * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس قال أرواح الشهداء تجول في أجواف طير خضر تعلق في ثمر الجنة * وأخرج هناد بن السرى في كتاب الزهد وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أرواح الشهداء في طير خضر ترعى في رياض الجنة ثم يكون مأواها إلى قناديل معلقة بالعرش فيقول لرب هل تعلمون كرامة أكرم من كرامة أكرمتكموها فيقولون لا الا أنا وددنا انك أعدت أرواحنا في أجسادنا حتى نقاتل فنقتل مرة أخرى في سبيلك * وأخرج هناد في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف عن أبي بن كعب قال الشهداء في قباب من رياض بعناء الجنة يبعث إليهم ثور وحوت فيعثر كان فيلهون بهما فإذا احتاجوا إلى شئ عقر أحدهما صاحبه فيأكلون منه فيجدون فيه طعم كل شئ في الجنة * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشية * وأخرج هناد في الزهد من طريق ابن إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال حدثنا بعض أهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشهداء ثلاثا فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج منبوذا بنفسه وماله لا يريدان يقتل ولا يقتل أناه سهم غرب فأصابه فأول قطرة تقطر من دمه يغفر له ما تقدم من ذنبه ثم يهبط الله جسدا من السماء يجعل فيه روحه ثم يصعد به إلى الله فما يمر بسماء من السماوات الا شيعته الملائكة حتى ينتهى إلى الله فإذا انتهى به وقع ساجدا ثم يؤمن به فيكسى سبعين حلة من الاستبرق ثم يقال اذهبوا به إلى اخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم فيؤتى إليهم وهم في قبة خضراء عند باب الجنة يخرج عليهم غداؤهم من الجنة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ما زال بن آدم يتحمد حتى صار حيا ما يموت ثم تلا هذه الآية أحياء عند ربهم يرزقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله فرحين بما آتاهم الله من فضله قال بما هم فيه من الخير والكرامة والرزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة