الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٩٥
بنى مخزوم وعبد الله جحش من بنى أسد وسائرهم من الأنصار * وأخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا وفى لفظ قالوا انا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله انا أبلغهم عنكم فأنزل الله هؤلاء الآيات ولا تحسبن الذين قتلوا الآية وما بعدها * وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي عاصم في السنة وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه وبن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر مالي أراك منكسرا قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا ودينا فقال ألا أبشرك بما لقى الله به أباك قال بلى قال ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا وقال يا عبدي تمن على أعطك قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية قال الرب تعالى قد سبق منى انهم لا يرجعون قال أي رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا لآية * وأخرج الحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر ألا أبشرك قال بلى قال شعرت ان الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال تمن على ما شئت أعطيكه قال يا رب ما عبدتك حق عبادتك أتمنى ان تردني إلى الدنيا فاقتل مع نبيك مرة أخرى قال سبق منى انك إليها الا ترجع * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أحد فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ذكر لنا عن بعضهم في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية قال هم قتلى بدر وأحد زعموا ان الله تعالى لما قبض أرواحهم وأدخلهم الجنة جعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة قالوا ليت إخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه فإذا شهدوا قتالا تعجلوا إلى ما نحن فيه فقال الله انى منزل على نبيكم ومخبر إخوانكم بالذي أنتم فيه ففرحوا واستبشروا وقالوا يخبر الله إخوانكم ونبيكم بالذين أنتم فيه فإذا شهدوا قتالا أتوكم فذلك قوله فرحين الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن قيس بن مخرمة قال قالوا يا رب ألا رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنا بما أعطيتنا فقال الله تعال انا رسولكم فأمر جبريل ان يأتي بهذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآيتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد لقوا ربهم فأكرمهم فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب قالوا يا ليت بيننا وبين إخواننا من يبلغهم انا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا فقال الله أنا رسولكم إلى نبيكم وإخوانكم فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله ولا هم يحزنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس ابن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بئر معونة قال لا أدرى أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء فقال أبو ملحان الأنصاري انا فخرج حتى أتى حواءهم فاختبى امام البيوت ثم قال يا أهل بئر معونة انى رسول رسول الله إليكم انى أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخرة فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم عامر بن الطفيل فحدثني أنس ان الله أنزل فيهم قرآنا بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء الآية * واخرج ابن المنذر من طريق طلحة بن نافع عن أنس قال لما قتل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا يا ليت لنا مخبرا يخبر إخواننا بالذي صرنا إليه من الكرامة لنا فأوحى إليهم ربهم انا رسولكم إلى إخوانكم فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله لا يضيع أجر المؤمنين * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سعيد بن جبير قال لما أصيب حمزة وأصحابه بأحد
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة