الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨٥
جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جئ بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعون صلاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن البراء بن عازب قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله ابن جبير ووضعهم موضعا وقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال فانا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون قال عبد الله بن جبير أفنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فاقبلوا منهزمين فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثنى عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسير أو سبعين قتيلا قال أبو سفيان أفى القوم محمد ثلاثا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه ثم قال أفى القوم ابن أبي قحافة مرتين أفى القوم ابن الخطاب مرتين ثم أقبل على أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر نفسه ان قال كذبت والله يا عدو الله ان الذين عددت أحياء كلهم وقد بقى لك ما يسوءك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال انكم ستجدون في القوم مثله لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن جابر قال انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبقى معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون فقال الا أحد لهؤلاء فقال طلحة أنا يا رسول الله فقال كما أنت يا طلحة فقال رجل من الأنصار فانا يا رسول الله فقاتل عنه وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقى معه ثم قتل الأنصاري فلحقوه فقال الأرجل لهؤلاء فقال طلحة مثل قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله فقال رجل من الأنصار فانا يا رسول الله وأصحابه يصعدون ثم قتل فلحقوه فلم يزل يقول مثل قوله الأول ويقول طلحة أنا يا رسول الله فيحبسه فيستأذنه رجل من الأنصار للقتال فيأذن له فيقاتل مثل من كان قبله حتى لم يبق معه الا طلحة فغشوهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهؤلاء فقال طلحة أنا فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله وأصيبت أنامله فقال حس فقال لو قلت بسم الله وأذكرت اسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك في جو السماء ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجتمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الرحمن بن عوف في قوله إذ تحسونهم باذنه قال الحسن القتل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس إذ تحسونهم قال تقتلونهم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله إذ تحسونهم قال تقتلونهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ومنا الذي لاقى بسيف محمد * فحس به الأعداء عرض العساكر * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله إذ تحسونهم باذنه قال تقتلونهم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة الليثي نحسهم بالبيض حتى كأننا * نفلق منهم بالجماجم حنظلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس حتى إذا فشلتم قال الفشل الجبن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع حتى إذا فشلتم يقول جبنتم عن عدوكم وتنازعتم في الامر يقول اختلفتم وعصيتم من بعدما أراكم ما تحبون وذلك يوم أحد قال لهم انكم ستظهرون فلا أعرفن ما أصبتم من غنائهم شيئا حتى تفرغوا فتركوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ووقعوا في الغنائم ونسوا عهده الذي عهده إليهم وخالفوا إلى غير ما أمرهم به فانصر عليهم عدوهم من بعدما أراهم فيهم ما يحبون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن عبد
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة