الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٩٤
حين قال لا تتبعوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قال أصيبوا يوم أحد قتل منهم سبعون يومئذ وأصابوا مثليها يوم بدر قتلوا من المشركين سبعين وأسروا سبعين قلتم انى هذا قتل هو من عند أنفسكم ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد حين قدم أبو سفيان والمشركون انا في جنة حصينة يعنى بذلك المدينة فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم فقال له ناس من الأنصار انا نكره ان نقتل في طرف المدينة وقد كنا نمنع من الغزو في الجاهلية فبالإسلام أحق ان يمتنع منه فأبرز بنا إلى القوم فانطلق فليس لامته فتلاوم القوم فقالوا عرض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرضتم بغيره اذهب يا حمزة فقل له أمرنا لأمرك تبع فأتى حمزة فقال له فقال إنه ليس لنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يناجز وانه ستكون فيكم مصيبة قالوا يا نبي الله خاصة أو عامه قال سترونها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق في قوله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا قال ليميز بين المؤمنين والمنافقين وقيل لهم تعالوا قاتلوا يعنى عبد الله بن أبي وأصحابه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو ادفعوا قال كثروا بأنفسكم وان لم تقاتلوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعيد يقول لو بعث داري فلحقت بثغر من ثغور المسلمين فكنت بين المسلمين وبين عدوهم فقلت كيف وقد ذهب بصرك قال ألم تسمع إلى قول الله تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا اسود مع الناس ففعل * واخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وادفعوا قال كونوا سوادا * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله أو ادفعوا قال رابطوا * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن شهاب وغيره قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشرط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني والله ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام من بنى سلمة يقول يا قوم أذكركم الله ان تخذلوا نبيكم وقومكم عند ما حضرهم عدوهم قالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكن لا نرى ان يكون قتال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال لو نعلم انا واجدون معكم مكان قتال لاتبعناكم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال نزلت في عبد الله ابن أبي * واخرج ابن جرير عن السدى قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في الف رجل وقد وعدهم الفتح ان صبروا فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبي في ثلاثمائة فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم فلما غلبوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا فذكر الله فهو قولهم ولئن أطعتنا لترجعن الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله الذين قالوا لإخوانهم الآية قال ذكر لنا أنها نزلت في عدو الله عبد الله بن أبي * وأخرج ابن جرير وابن بي حاتم عن الربيع الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا قال نزلت في عدو الله عبد الله بن أبي * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله في قوله الذين قالوا لإخوانهم قال هو عبد الله بن أبي * وأخرج عن السدى في الآية قال هم عبد الله بن أبي وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج في الآية قال هو عبد الله بن أبي الذين قعدوا وقالوا لإخوانهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قل فادرؤا عن أنفسكم الموت أي انه لابد من الموت فان استطعتم ان تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا وذلك انهم انما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل الله حرصا على البقاء في الدنيا وفرارا من الموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال إن الله أنزل على نبيه في القدرية الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا * وأخرج بن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال هم الكفار يقولون لإخوانهم لو كانوا عندنا ما قتلوا يحسبون ان حضورهم للقتال هو يقدمهم إلى الاجل * قوله تعالى (ولا تحسبن) الآيات * أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي الضحى في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا قال نزلت في قتلى أحدا استشهد منهم سبعون رجلا أربعة من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب من بنى هاشم ومصعب بن عمير من بنى عبد الدار وعثمان بن شماس من
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة