الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٩١
فقام الحباب بن المنذر فقال أرى ان ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء عن هؤلاء وخبر هؤلاء عن هؤلاء فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله * قوله تعالى (ان ينصركم الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق في الآية قال أي ان ينصرك الله فلا غالب لك من الناس لن يضرك خذ لان من خذلك وان يخذلك فلن يضرك الناس فمن ذا الذين ينصركم من بعده أي لا تترك أمري للناس وأرفض الناس لأمري وعلى الله لا على الناس فليتوكل المؤمنون * قوله تعالى (وما كان لنبي ان يغل) الآية * أخرج أبو داود وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وما كان لنبي ان يغل في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * واخرج ابن جرير عن الأعمش قال كان ابن مسعود يقرأ ما كان لنبي أن يغل فقال ابن عباس بلى ويقتل انما كانت في قطيفة قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غلها يوم بدر فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال نزلت هذه الآية وما كان لنبي أن يغل في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من الغنيمة * وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت بغلول رأس غزالة من ذهب فنزلت وما كان لنبي أن يغل * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال ما كان للنبي أن يتهمه أصحابه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس قال فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال بعض الناس لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل قال خصيف فقلت لسعيد بن جبير ما كان لنبي أن يغل يقول ليخان قال بل يغل فقد كان النبي والله يغل ويقتل أيضا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ وما كان لنبي أن يغل بنصب الياء ورفع الغين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبى رجاء ومجاهد وعكرمة مثله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وما كان لنبي أن يغل بفتح الياء * وأخرج ابن منيع في مسنده عن أبي عبد الرحمن قال قلت لابن عباس ان ابن مسعود يقرأ وما كان لنبي أن يغل يعنى بفتح الغين فقال لي قد كان له أن يغل وأن يقتل انما هي أن يغل يعنى بضم الغين ما كان الله ليجعل نبيا غالا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال إن يقسم الطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسمة ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله ويحكم فيه بما أنزل الله يقول ما كان الله ليجعل نبيا يغل من أصحابه فإذا فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استنوا به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا فلما قدمت الطلائع فقالوا قسم الفئ ولم يقسم لنا فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال أن يقسم لطائفة ولا يقسم لطائفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد وما كان لنبي أن يغل قال إن يخون * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن انه قرأ وما كان لنبي ان يغل بنصب الغين قال إن يخان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة والربيع وما كان لنبي أن يغل يقول ما كان لنبي أن يغله أصحابه الذين معه وذكر لنا ان هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد غل طوائف من أصحابه * وأخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن مجاهد قال كان ابن عباس ينكر على من يقرأ وما كان لنبي أن يغل ويقول كيف لا يكون له ان يغل وقد كان له أن يقتل قال الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من الغنيمة فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا توفى يوم حنين فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوا عليه فتغير وجوه الناس لذلك فقال إن صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود لا يساوي درهمين * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة