الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
في قوله فقد كذبت رسل من قبلك يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى عن أصحابه في قوله بالبينات قال الحرام والحلال والزبر قال كتب الأنبياء والكتاب المنير قال هو القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والزبر والكتاب المنير قال يضاعف الشئ وهو واحد * قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب فقال على هذا الخضر * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن حبان وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرؤا ان شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقط فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور * وأخرج ابن مردويه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ثم تلا هذه الآية فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج عبد بن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة أو روحة فسبيل الله خير من الدنيا بما عليها ولقاب قوس أحدهم في الجنة خير من الدنيا بما عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال إن آخر من يدخل الجنة يعطى من النور بقدر ما دام يحبو فهو في النور حتى تجاوز الصراط فذلك قوله فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج أحمد عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب ان يزحزح عن النار وان يدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب ان يؤتى إليه * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فقد فاز قال سعد ونجا قال هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة وعسى ان أفوز ثمت ألقى * حجة اتقى بها الفتانا * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن سابط في قوله وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور قال كزاد الراعي يزوده الكف من الثمر أو الشئ من الدقيق يشر عليه اللبن * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور قال هي متاع متروك أو شكت والله ان تضمحل عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة الله ان استطعتم ولا قوة الا بالله * قوله تعالى * (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله لتبلون الآية قال أعلم الله المؤمنين انه سيبتليهم فينظر كيف صبرهم على دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري في قوله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال هو كعب ابن الأشرف وكان يحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن حريج ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب يعنى اليهود والنصارى فكان المسلمون يسمعون من اليهود قولهم عزيز ابن الله ومن النصارى قولهم المسيح ابن الله وكان المسلمون ينصبون لهم الحرب ويسمعون إشراكهم بالله وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور قال من القوة مما عزم الله عليه وأمركم به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وان تصبروا وتتقوا الآية قال أمر الله المؤمنين ان يصبروا على ما آذاهم زعم انهم كانوا يقولون يا أصحاب محمد لستم على شئ نحن أولى بالله منكم أنتم ضلال فأمروا ان يمضوا ويصبروا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ان ذلك من عزم الأمور يعنى هذا الصبر على الأذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لمن عزم الأمور يعنى من حق الأمور التي أمر الله تعالى * قوله تعالى (وإذا أخذ الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذ أخذ الله ميثاق الذين وأتوا الكتاب ليبيننه للناس إلى قوله عذاب أليم يعنى فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة