الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
من القرآن كسى نوره وان لم يكن معه شئ من القرآن جعل له نور مثل الشمس فمثله كمثل العروس لا يوقظه الا أحب أهله إليه وان الكافر إذا توفى بعث الله إليه ملكين بخرقة من بجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فيقال اخرجي أيتها النفس الخبيثة ولبئس ما قدمت لنفسك فتخرج كأنتن رائحة وجدها أحد قط ثم يؤمر به في قبره فيضيق عليه حتى تختلف فيه أضلاعه ويرسل عليه حياة كأعناق البخت يأكلن لحمه وتقبض له ملائكة صم بكم عمى لا يسمعون له صوتا ولا يرونه فيرحمونه ولا يملون إذا ضربوا يدعون الله أن يديم ذلك عليه حتى يخلص إلى النار * وأخرج الطيالسي والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء أربعة فمؤمن جيد الايمان لقى العدو فصدق الله فقاتل حتى يقتل فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوة كانت على رأسه أو رأس عمر فهذا في الدرجة الأولى ورجل مؤمن جيد الايمان إذا لقى العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهذا في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خط عملا صالحا وآخر سيأ لقى العدو فصدق الله فقتل فهذا في الدرجة الثالثة ورجل أسرف على نفسه فلقى العدو فقاتل حتى يقتل فهذا في الدرجة الرابعة * وأخرج أبو داود وابن حبان عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته * وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث والنشور عن يزيد بن شجرة انه كان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين وأطلقن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن عنه وقلن اللهم اغفر له فأنهكوا وجوه القوم ولا تخز وا الحور العين فان أول قطرة تقطر من دم أحدكم يكفر عنه كل شئ عمله وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان قد أنالك ويقول قد أنا لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين إصبعين لوسعن وكان يقول إن السيوف مفاتيح الجنة * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر محمد بن أحمد التميمي قال سمعت قاسم بن عثمان الجوعى يقول رأيت في الطواف حول البيت رجلا لا يزيد على قوله اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي لم تقض فقلت له مالك لا تزيد على هذا الكلام فقال أحدثك كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى غزونا أرض العدو فاستؤسرنا كلنا فاعتزل بنا لتضرب أعنا قنا فنظرت إلى السماء فإذا سبعة أبواب مفتحة عليها سبع جوار من الحور العين على كل باب جارية فقدم رجل منا فضربت عنقه فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض حتى ضربت أعناق ستة وبقيت أنا وبقى باب وجارية فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله فوهبني له فسمعتها تقول أي شئ فاتك يا محروم وأغلقت الباب وأنا يا أخي متحسر على ما فاتني قال قاسم بن عثمان أراه أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا وترك يعمل على الشوق * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات واللفظ له عن ابن مسعود ان رسول الله صلى لله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذين إذا انكشف فئة القاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فاما ان يقتل واما أن ينصره الله تعالى ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي كيف صبر لي نفسه والذي له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيذر شهوته فيذكرني ويناجيني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام من السحر في سراء أو ضراء * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن سهل بن أبي امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه * وأخرج أحمد ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة