الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٦
ورجل حلف على يمين بعد العصر انه أعطى بسلعته أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل منع فضل ماء فان الله سبحانه يقول اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير والحاكم وصححه عن عمران بن حصين انه كان يقول من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه فليتبوأ مقعده من النار فقال له قائل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم انكم لتجدون ذلك ثم قرأ ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم الآية * وأخرج البخاري عن ابن أبي مليكة ان امرأتين كانتا تخرزان في بيت فخرجت إحداهما وقد أنفذ باشفاء في كفها فادعت على الأخرى فرفع إلى ابن عباس فقال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعوا هم لذهب دماء قوم وأموالهم ذكروها بالله واقرؤا عليها ان الذين يشترون بعهد الله الآية فذكروها فاعترفت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال إن اليمين الفاجرة من الكبائر ثم تلا ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال كنا نرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الذنب الذي لا يغفر يمين الصبر إذا فجر فيها صاحبها * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال من قرأ القرآن يتأكل الناس به أتى الله يوم القيامة ووجهه بين كتفيه وذلك بان الله يقول إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن زاذان قال من قرأ القرآن يأكل به جاء يوم القيامة ووجهة عظم ليس عليه لحم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا فصدقه فاشتراها بقوله ورجل بايع إماما فان أعطاه وفى له وان لم يعطه لم يف له * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله له بضاعة فلا يبيع الا بيمينه ولا يشترى الا بيمينه * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله الله عليه وسلم ان الله أذن لي ان أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه منثن تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف بي كاذبا * قوله تعالى (وان منهم لفريقا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب قال هم اليهود كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد يلوون ألسنتهم بالكتاب قال يحرفونه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله فاما كتب الله فهي محفوظة لا تحول * قوله تعالى (ما كان لبشر) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الاسلام أتريد يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس أو ذاك تريده منا يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله ان نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فأنزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب إلى قوله بعد إذا أنتم مسلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فقال الله ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد إلى من دون الله ثم يأمر الناس بغير ما أنزل الله في كتابه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة