الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٥٠
ضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله لن تقبل توبتهم قال تابوا من الذنوب ولم يتوبا من الأصل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثم ازدادوا كفرا قال تموا على كفرهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ثم ازدادوا كفرا قال ماتوا وهم كفر لن تقبل توبتهم قال إذا تاب عند موته لم تقبل توبته قوله تعالى (ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار الآية) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا قال هو كل كافر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به فيقول نعم فيقال لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك فذلك قوله تعالى ان الذين كفروا وما توا وهم كفار الآية لفظ ابن جرير * قوله تعالى (لن تنالوا البر الآية) * أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أنس قال كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب أموالي إلى بيرحاء وانها صدقة الله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذاك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أفار به وبنى عمه * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير عن أنس قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله يسألنا من أموالنا اشهد انى قد جعلت أرضى بأريحا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلها في قرابتك فجعلها في حسان بن ثابت وأبى بن كعب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون أو هذه الآية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال أبو طلحة يا رسول الله حائطي الذي بكذا وكذا صدقة ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعله في فقراء أهلك * وأخرج عبد بن حميد والبزار عن ابن عمر قال حضرتني هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيئا أحب إلى من مرجانة جارية لي رومية فقلت هي حرة لوجه الله فلو اني أعود في شئ جعلته لله لنكحتها فانكحها نافعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى أبو موسى الأشعري ان يبتاع له جارية من سبى جلولاء فدعا بها عمر فقال إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن المنكدر قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها شبلة لم يكن له ما أحب إليه منها فقال هي صدقة فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل عليها ابنه أسامة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه زيد فقال إن الله قد قبلها منك * وأخرج ابن جرير عن عمر وبن دينار مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن أيوب وغيره انها حين نزلت لن تنالوا البر الآية جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فكان زيد أوجد في نفسه فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال اما ان الله قد قبلها * وأخر عبد بن حميد عن ثابت من الحجاج قال بلغني انه لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال زيد اللهم انك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلى من فرسي هذه فتصدق بها على المساكين فأقاموها تباع وكانت تعجبه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه ان يشتريها * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران ان رجلا سال أبا ذر أي الأعمال أفضل قال الصلاة عماد الاسلام والجهاد سنام العمل والصدقة شئ عجيب فقال يا أبا ذر لقد تركت شيئا هو أوثق عملي في نفسي لا أراك ذكرته قال ما هو قال الصيام فقال قربة وليس هنا وتلا هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة