الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومن كفر قال من زعم أنه ليس بفرض عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال من كفر بالحج فلم يرجحه برا ولا تركة مأثما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة قال لما نزلت ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قالت اليهود فنحن مسلمون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض على المسلمين حج البيت فقالوا لم يكتب علينا وأبوان يحجوا قال الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال لما نزلت ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قالت الملل نحن المسلمون فأنزل الله ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين فحج المسلمون وقعد الكفار * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال لما نزلت هذه الآية ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قال أهل الملل كلهم نحن مسلمون فأنزل الله ولله على الناس حج البيت قال يعنى على المسلمين فحج المسلمون وترك المشركون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال لما نزلت آية الحج ولله على الناس حج البيت الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت فلم يقبله الا المسلمون وكفرت به خمس ملل قالوا لا نؤمن به ولا نصلى إليه ولا نستقبله فأنزل الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي داود نفيع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين فقام رجل من هذيل فقال يا رسول الله من تركه كفر قال من تركه لا يخاف عقوبته ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول لله ومن كفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد انه سئل عن قول الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ما هذا الكفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال من كفر بالبيت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد انه سئل عن ذلك فقرأ ان أول بيت وضع للناس إلى قوله سبيلا ثم قال من كفر بهذا الآيات * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في الآية قال ومن كفر فلم يؤمن فهو الكافر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال لو كان لي جار موسر ثم مات ولم يحج لم أصل عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ولله على الناس حج البيت بكسر الحاء * وأخرج عن عاصم بن أبي النجود ولله على الناس حج البيت بنصب الحاء * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس ان الأقرع بن حابس سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحج في كل سنة أو مرة واحدة قال لا بل مرة واحدة فمن زاد فتطوع * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون) الآيات * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال مرشاس بن قيس وكان شيخا قد عسا في الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الاسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملا بنى قيلة بهذه البلاد والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فامر فتى شابا معه من يهود فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكر هم يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الاشعار وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب أوس بن قيظي أحد بنى حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بنى سلمة من الخزرج فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه ان شئتم والله رددناها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة