الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٨
أشكل عليك فكله إلى الله عز وجل * وأخرج أحمد عن قتادة قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام سلوني فان قلبي لين وإني صغير في نفسي * وأخرج أحمد عن بشير الدمشقي قال مر عيسى عليه الصلاة والسلام بقوم فقال اللهم اغفر لنا ثلاثا فقالوا يا روح الله انا نريد أن نسمع منك اليوم موعظة ونسمع منك شيئا لم نسمعه فيما مضى فأوحى الله إلى عيسى ان قل لهم انى من أغفر له مغفرة واحدة أصلح له بها دنياه وآخرته * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن خيثمة قال كان عيسى عليه لسلام إذا دعا القراء قام عليهم ثم قال هكذا اصنعوا بالقراء * وأخرج أحمد عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام ان أحببتم ان تكون أصفياء الله ونور بني آدم من خلقه فاعفوا عمن ظلمكم وعودوا من لا يعودكم وأحسنوا إلى من لا يحسن إليكم وأقرضوا من لا يجزيكم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير ان عيسى عليه الصلاة والسلام كان يلبس الشعر ويا كل من ورق الشجر ويبيت حيث أمسى ولا يرفع غداء ولا عشاء لغد ويقول يأتي كل يوم برزقه * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه قال قال عيسى ابن مريم يا دار تخربين ويفنى سكانك ويا نفس اعملي ترزقي ويا جسد انصب تستريح * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه قال قال عيسى بن مريم للحواريين بحق أقول لكم وكان عيسى عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقول بحق أقول لكم ان أشدكم حبا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة * وأخرج أحمد عن عطاء الأزرق قال بلغنا ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير ونبات الأرض والماء القراح وإياكم وخبز البر فإنكم لا تقومون بشكره واعلموا ان حلاوة الدنيا مرارة الآخرة وأشد مرارة الدنيا حلاوة الآخرة * وأخرج ابنه في زوائد عن عبد الله بن شوذب قال قال عيسى بن مريم جودة الثياب من خيلاء القلب * وأخرج أحمد عن سفيان قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام انى ليس أحدثكم لتعجبوا انما أحدثكم لتعملوا * وأحرج ابنه عن أبي حسان قال قال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كن كالطبيب العالم يضع دواءه حيث ينفع * وأخرج ابنه عن عمران ابن سليمان قال بلغني ان عيسى بن مريم قال يا بني إسرائيل تهاونوا بالدنيا تهن عليكم وأهينوا الدنيا تكرم الآخرة عليكم ولا تكرموا الدنيا فتهون الآخرة عليكم فان الدنيا ليست باهل الكرامة وكل يوم تدعو للفتنة والخسارة * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن أبي غالب قال في وصية عيسى عليه الصلاة والسلام يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالمقت لهم والتمسوا رضاه بسخطهم قالوا يا نبي الله فمن نجالس قال جالسوا من يزيد في علمكم منطقه ومن يذكركم الله رؤيته ويزهدكم في الدنيا عمله * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال أوحى الله إلى عيسى عظ نفسك فان اتعظت فعظ الناس والا فاستحى منى * وأخرج أحمد عن وهب قال قال عيسى للحواريين بقدر ما تنصبون ههنا تستريحون ههنا وبقدر ما تستريحون ههنا تنصبون ههنا * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى من ذكر خطيئته * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد عن هلال بن يساف قال كان عيسى يقول إذا تصدق أحدكم بيمينه فليخفها عن شماله وإذا صام فليدهن وليمسح شفيته من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه صائم وإذا صلى فليدن عليه بستر بابه فان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن خالد الربعي قال ثبت ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه أرأيتم لو أن أحدكم أتى على أخيه المسلم وهو نائم وقد كشفت الريح بعض ثوبه فقالوا إذا كنا نرده عليه قال لا بل تكشفون ما بقى مثل ضربه للقوم يسمعون الرجل بالسيئة فيذكرون أكثر من ذلك * وأخرج أحمد عن أبي الجلد قال قال عيسى بن مريم فسكرت في الخلق فإذا من لم يخلق كان أغبط عندي ممن خلق وقال لا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد والناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي الهذيل قال لقى عيسى يحيى فقال أوضي قال لا تغضب قال لا أستطيع قال لا تفتن مالا قال اما هذا لعله * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال مر عيسى عليه السلام والحواريون رضى الله تعالى عنهم على جيفة كلب فقالوا ما أنتن هذا فقال ما أشد بياض أسنانه يعظهم وينهاهم عن الغيبة * وأخرج أحمد عن الأوزاعي قال كان عيسى يحب العبد يتعلم المهنة يستغنى بها عن الناس ويكره العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة