ويتفرغوا العبادة ربهم فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أردتم قالوا أردنا ان نقطع الشهوة عنا ونتفرغ العبادة ربنا ونلهو عن الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك ولكني أمرت في ديني ان أتزوج لنساء فقالوا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فقالوا يا رسول الله فكيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها فأنزل الله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان * وأخرج ابن مردويه عن الحسن العرني قال كان على في أناس ممن أرادوا أن يحرموا الشهوات فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن جريج عن المغيرة بن عثمان قال كان عثمان بن مظعون وعلى وابن مسعود والمقداد وعمار أرادوا الاختصاء وتحريم اللحم وليس المسوح في أصحاب لهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون فسأله عن ذلك فقال قد كان بعض ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكح النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر وأصلي وأنام وألبس الثياب لم آت بالتبتل ولا بالرهبانية ولكن جئت بالحنفية السمحة ومن رغب من سنتي فليس منى قال ابن جريج فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة ضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له فقال لامرأته حبست ضيفي من أجلى هو حرام على فقالت امرأته هو على حرام قال الضيف هو على حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أصبت فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إلى ما حرم الله عليكم * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال قلت لإبراهيم في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبا ما أحل الله لكم هو الرجل يحرم الشئ مما أحل الله قال نعم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في الآية قال هو الرجل يحلف لا يصل أهله أو يحرم عليه بعض ما أحل الله له فيأتيه ويكفر عن يمينه * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني من طرق عن ابن مسعود ان معقل بن مقرن قال له انى حرمت فراشي في سنة فقال نم على فراشك وكفر عن يمينك ثم تلا يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى آخر الآية * وأخرج البخاري والترمذي والدار قطني عن أبي جحيفة قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل فاكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان ان لربك عليك حقك ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق سلمان * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فان لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وان بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فان لك بكل حسنة عشر أمثالها فإذن ذلك صيام الدهر كله قلت انى أجد قوة قال فصم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبي الله داود قال نصف الدهر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو لما تبتلوا وجلسوا في البيوت واعتزلوا وهموا بالخصاء وأجمعوا القيام الليل وصيام النهار بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم فقال أما أنا فإني أصلي وأنام وأصوم وأفطروا وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن عائشة قالت دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على وهي باذة الهيئة فسألتها ما شأنك فقالت زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي صلى
(٣٠٩)