الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلقى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عثمان ان الرهبانية لم تكتب علينا أمالك في أسوة فوالله ان أخشاكم لله وحفظكم لحدوده لأنا * وأخرج عبد الرزاق عن أبي قلابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبتل فليس منا * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب ان عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس لك في أسوة فإني آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر ان خصاء أمتي الصيام وليس من أمتي من خصى أو اختصى * وأخرج ابن سعد عن أبي بردة قال دخلت امرأة عثمان ابن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها مالك فقالت ما لنا منه شئ أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون أمالك في أسوة قال وما ذاك قال تصوم النهار وتقوم الليل قال انى لا فعل قال لا تفعل ان لعينك عليك حقا وان لجسدك عليك حقا وان لا هلك عليك حقا فصل وتم وصم وفطر قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها مه قالت أصابنا ما أصاب الناس * وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة ان عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاتاه فخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال يا عثمان ان الله لم يبعثني بالرهبانية مرتين أو ثلاثا وان خير الدين عند الله الحنيفية السمحة * وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيئة لزوجها فزارتها عائشة وهي تفلة قالت ما حالك هذه قالت إن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وعثمان بن مظعون قد تخلوا للعبادة وامتنعوا من النساء وأكل اللحم وصاموا النهار وقاموا الليل فكرهت ان أريه من حالي ما يدعوه إلى ما عندي ما تخلى له فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم نعله فحمله بالسبابة من أصبعه اليسرى ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم فسألهم عن حالهم قالوا أردنا الخير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى انما بعثت بالحنيفية السمحة وإني لم أبعث الرهبانية البدعة الا وان أقواما ابتدعوا الرهبانية فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها الا فكلوا اللحم وائتوا النساء وصوموا وأفطروا وصلوا وناموا فإني بذلك أمرت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء * وأخرج عبد الرزاق عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بفتية فقال من كان منكم ذا طول فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فان الصوم له وجاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة 7 قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لأحببت أن يكون لي فيه زوجة * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب انه قال لرجل أتزوجت قال لا قال اما أن تكون أحمق واما أن تكون فاجرا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاوس لتنكحن أو لا قول لك ما قال عمر لأبي الزوائد ما يمنعك من النكاح الا عجز أو فجور * وأخرج عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال مثل الأعزب كمثل شجرة في فلاة تقلبها الرياح هكذا وهكذا * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن هلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعد بن أبي وقاص قال لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له في ذلك الا اختصينا * وأخرج ابن سعد والبيهقي في شعب الايمان من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون انه قال يا رسول الله انى رجل تشق على هذه العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي قال لا ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنه مجفر * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس ان نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام قالوا
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة