الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣١٤
فالأول فان لم يجد شيئا من ذلك فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت آية الكفارات قال حذيفة يا رسول الله نحن بالخيار قال أنت بالخيار ان شئت أعتقت وان شئت كسوت وان شئت أطعمت فمن لم يجد فصيام ثلاثا أيام متتابعات * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال من كان عنده درهمان فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال إذا كان عنده خمسون درهما فهو ممن يجد ويجب عليه الاطعام وان كانت أقل فهو ممن لا يجد ويصوم * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي قال إذا كان عنده عشرون درهما فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي بن كعب انه كان يقرؤها فصيام ثلاث أيام متتابعات * وأخرج مالك والبيهقي عن حميد بن قيس المكي قال كنت أطوف مع مجاهد فجاءه انسان يسأله عن صيام الكفارة أيتابع قال حميد فقلت لا فضرب مجاهد في صدري ثم قال إنها في قراءة أبي بن كعب متتابعات * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري وأبو الشيخ والبيهقي من طرق عن ابن مسعود انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات قال سفيان ونظرت في مصحف ربيع بن خيثم فرأيت فيه فمن لم يجد من ذلك شيئا فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه كان يقرأ كل شئ في القرآن متتابعات * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال كل صوم في القرآن فهو متتابع الا قضاء رمضان فإنه عدة من أيام أخر * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي انه كان لا يفرق في صيام اليمين ثلاثة أيام * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن انه كان يقول في صوم كفارة اليمين يصومه متتابعات فان أفطر من عذر يقضي يوما مكان يوم * قوله تعالى (ذلك كفارة أيمانكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير ذلك يعنى الذي ذكر من الكفارة كفارة أيمانكم إذا حلفتم يعنى اليمين العمد واحفظوا أيمانكم يعنى لا تعمدوا الايمان الكاذبة كذلك يعنى هكذا يبين الله لكم آياته يعنى ما ذكر من الكفارة لعلكم تشكرون فمن صام من كفارة اليمين يوما أو يومين ثم وجد ما يطعم فليطعم ويجعل صومه تطوعا * وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن أبي شيبة وابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو بكر إذا حلف لم يحنث حتى نزلت آية الكفارة فكان بعد ذلك يقول لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا أتيت الذي هو خير وقبلت رخصة الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال من حلف على ملك يمين ليضربه فكفارته تركه ومع الكفارة حسنة * وأخرج أبو الشيخ عن جبير بن مطعم انه افتدى يمينه بعشرة آلاف درهم وقال ورب هذه القبلة لو حلفت لحلفت صادقا وانما هو شئ افتديت به يميني * وأخرج أبو الشيخ عن أبي نجيح ان ناسا من أهل البيت حلفوا عند البيت خمسين رجلا قسامة فكأنهم حلفوا على باطل ثم خرجوا حتى إذا كانوا في بعض الطريق قالوا تحت صخرة فبينما هم قائلون تحتها إذا انقلبت الصخرة عليهم فخرجوا يشتدون من تحتها فانفلقت خمسين فلقة فقتلت كل فلقة رجلا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر) الآيات * أخرج أحمد عن أبي هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله يسألونك عن الخمر والميسر الآية فقال الناس ما حرم علينا انما قال اثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب خلط في قراءته فأنزل الله أغلظ منها يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغتبق ثم نزلت آية أغلظ من ذلك يا أيها الذين آمنوا انما الخمر إلى قوله فهل أنتم منتهون قال انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح إلى آخر الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم * وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شئ نزل يسئلونك
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة