لأصحابه كلوا قلت يا رسول الله أخبرني عن النصارى قال لا خير فيهم ولا فيمن أحبهم فقمت وأنا مثقل فأنزل الله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود حتى بلغ تفيض من الدمع فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا سلمان ان أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولتجدن أقربهم مودة الآية قال أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى يؤمنون به وينتهون إليه فلما بعث الله محمدا صدقوه وآمنوا به وعرفوا ما جاء به من الحق انه من الله فأثنى عليهم بما تسمعون * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والحارث بن أبي أسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن الأنباري في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان انه سئل عن قوله ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا قال الرهبان الذين في الصوامع نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ورهبانا ولفظ البزار دع القسيسين أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ولفظ الحكيم الترمذي قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم قسيسين فأقرأني ذلك بان منهم صديقين * وأخرج البيهقي في الدلائل عن سلمان قال كنت يتيما من رامهرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر منى وكان مستغنيا في نفسه وكنت غلاما فقيرا فكان إذا فأم من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا تفرقوا خرج فتقنع بثوبه ثم صعد الجبل فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت اما انك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بي معك قال أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فان في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة وصلاح يذكرون الله عز وجل ويذكرون الآخرة يزعمون انا عبدة النيران وعبدة الأوثان وانا على غير دين قلت فاذهب بي معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وأنا أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبى فيقتل القوم فيجرى هلاكهم على يدي قال قلت لم يظهر منى ذلك فاستأمرهم فقال غلام عندي يتيم فأحب ان يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا ان كنت تثق به قال ارجوان لا يجئ منه الا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استأذنت القوم ان تجئ معي فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فان أبى ان علم قتلهم قال فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال على وأراه قال هم ستة أو سبعة قال وكان الروح قد خرجت منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل ويأكلون الشجر وما وجدوا فقعدنا إليهم فأثنى ابن الدهقان على خيرا فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم قالوا بعثه الله وولده بغير ذكر بعثه الله رسوله وسخر له ما كان يفعل من احياء الموتى وخلق الطير وابراء الأعمى والأبرص فكفر به قوم وتبعه قوم وانما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه قال وقالوا قبل ذلك يا غلام ان لك ربا وان لك معادا وان بين يديك جنة ونار إليها تصير وان هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله بما يصنعون وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فلزمتهم فقالوا يا غلام انك غلام وأنك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع فكل واشرب وصل ونم قال فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا منى سوأ فعمد تم إلى ابني فأفسدتموه على قد أجلتكم ثلاثا فان قدرت عليكم بعد ثلاثا أحرقت عليكم برطيلكم هذا فالحقوا ببلادكم فإني أكره ان يكون منى إليكم سوء قالوا نعم ما تعمدنا مساء تك ولا أردنا الا الخير فكيف ابنه عن اتيانهم فقلت له اتق الله فإنك تعرف ان هذا الدين دين الله وان أباك ونحن على غير دين انما هم عبدة النيران لا يعرفون الله فلا تبع آخرتك بدنيا غيرك قال يا سلمان هو كما تقول وانما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان اتبعت القوم يطلبني أبى في الخيل وقد جزع من إتياني إياهم حتى طردهم وقد أعرف أن الحق في أيديهم قلت أنت أعلم ثم لقيت أخي فعرضت عليه فقال أنا مشتغل بنفسي وطلب المعيشة فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا ان يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما رأيت اتق الله واعلم أن الدين ما أوصيناك به وان هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه فلايخدعنك أحد من ذلك قلت ما أنا
(٣٠٤)