الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩١
هؤلاء الكفار وولايتهم وفيه وفى عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى قوله فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال آمن عبد الله بن أبي ابن سلول قال إن بيني وبين قريظة والنضير حلف وإني أخاف الدوائر فارتد كافرا وقال عبادة بن الصامت أبرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله والمؤمنين فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء إلى قوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يعنى عبد الله بن أبي وقوله انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون يعنى عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون * وأخرج ابن مردويه من طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال في نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت إليه من حلف يهود وظاهرت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قال جاء عبادة بن الصامت من بنى الحارث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي موالى من يهود كثير عددهم وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي انى رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن بي أبا حباب أرأيت الذي نفست به من ولاء يهود على عبادة فهو لك دونه قال اذن أقبل فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى أن بلغ إلى قوله والله يعصمك من الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال لما كانت وقعة أحد اشتد على طائفة من الناس وتخوفوا ان يدال عليهم الكفار فقال رجل لصاحبه اما أنا فالحق بفلان اليهودي فآخذ منه أمانا وأتهود معه فإني أخاف ان يدال على اليهود قال الآخر اما أنا فالحق بفلان النصراني ببعض أرض الشام فآخذ منه أمانا وأتنصر معه فأنزل الله فيه ينهاهما يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض في بني قريظة إذ غدروا ونقضوا العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم إلى أبى سفيان بن حرب يدعونه وقريشا ليدخلوهم حصونهم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر إليهم ان يستنزلهم من حصونهم فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقه بالذبح وكان طلحة والزبير يكاتبان النصارى وأهل الشام وبلغني ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخالفون العوز والفاقة فيكاتبون اليهود من بني قريظة والنضير فيدسون إليهم الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسون عندهم القرض والنفع فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كلوا من ذبائح بنى تغلب وتزوجوا من نسائهم فان الله يقول يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم فلو لم يكونوا منهم الا بالولاية لكانوا منهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية قال إنها في الذبائح من دخل في دين قوم فهو منهم * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عياض ان عمر أمر أبا موسى الأشعري ان يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أزيم واحد وكان له كاتب نصراني فرفع إليه ذلك فعجب عمر وقال إن هذا الحفيظ هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام فقال إنه لا يستطيع ان يدخل المسجد قال عمر أجنب هو قال لا بل نصراني فانتهرني وضرب فخذي ثم قال أخرجوه ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة قال ليتق أحدكم ان يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر وتلا ومن يتولهم منكم فإنه منهم * قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية فترى الذين في قلوبهم مرض كعبد الله بن أبي يسارعون فيهم في ولايتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال هم المنافقون في مصانعة اليهود وملاحاتهم
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة