الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٣
خيرا وفى قوله أذلة له قال رحماء * وأخرج ابن جرير عن قوله أذلة على المؤمنين قال أهل رقة على أهل دينهم أعزة على الكافرين قال أهل غلظة على من خالفهم في دينهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله أذلة على المؤمنين قال رحماء بينهم أعزة على الكافرين قال أشداء عليهم وفى قوله يجاهدون في سبيل الله قال يسارعون في الحرب * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد طوائف من العرب فبعث الله أبا بكر في أنصار من أنصار الله فقاتلهم حتى ردهم إلى الاسلام فهذا تفسير هذه الآية * قوله تعالى (ولا يخافون لومة لائم) * أخرج ابن سعد وبن أبى شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع بحب المساكين وان أدنو منهم وان لا أنظر إلى من هو فوقي وان أصل رحمي وان جفاني وان أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فإنها من كنز تحت العرش وان أقول الحق وان كان مرا ولا أخاف في الله لومة لائم وان لا أسأل لناس شيئا * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال قال سول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول الحق إذا رآه وتابعه فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو ان يذكر بعظيم * وأخرج أحمد وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم نفسه ان يرى أمر الله فيه يقال فلا يقول فيه مخافة الناس فيقال إياي كنت أحق أن تخاف * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سهل بن سعد الساعدي قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فاما السادس فاستقاله فأقاله * وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الزهري ان عمر بن الخطاب قال إن وليت شيئا من أمر الناس فلا تبال لومة لائم * وأخرج ابن سعد عن أبي ذر قال ما زال بي الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن عبادة بن الصامت قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمتشط والمكره وعلى أثره علينا وان لا ننازع الامر أهله وعلى ان نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم * قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطية بن سعد قال نزلت في عبادة بن الصامت انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق على بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فأنزل الله انما وليكم الله ورسوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا ذاك الراكع لعلي بن أبي طالب أعطاني خاتمه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق على بخاتمة وهو راكع فنزلت انما وليكم الله الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع * وأخرج ابن جرير عن السدى وعتبة بن حكيم مثله * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر فقالوا يا رسول الله ان بيوتا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا ان لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت هذه الآية على
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة