الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٢
واسترضاعهم أولادهم إياهم يقولون نخشى ان تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ فعسى الله ان يأتي بالفتح على الناس عامة أو أمر من عنده خاصة للمنافقين فيصبحوا المنافقون على ما أسروا في أنفسهم من شأن يهود نادمين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى فترى الذين في قلوبهم مرض قال شك يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة والدائر ظهور المشركين عليهم فعسى الله ان يأتي بالفتح فتح مكة أو أمر من عنده قال والمر هو الجزية * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فترى الذي في قلوبهم مرض قال أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين قال الله تعالى فعسى الله ان يأتي الله بالفتح أي بالقضاء أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم من موادتهم اليهود ومن غمهم الاسلام وأهله نادمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق ما أسروا في أنفسهم نادمين قال عمر ولا أدرى كانت قراءته أم فسر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن قتادة قال أنزل الله هذه الآية وقد علم أنه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله نبيه ارتد عامة العرب عن الاسلام الا ثلاثة مساجد أهل المدينة وأهل الجواثي من عبد القيس وقال الذين ارتدوا نصلى الصلاة ولا نزكي والله يغصب أموالنا فكلم أبو بكر في ذلك ليتجاوز عنهم وقيل لهم انهم قد فقهوا أداء الزكاة فقال والله لا أفرق بين شئ جمعه الله والله لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله تعالى عصائب مع أبي بكر فقاتلوا حتى أقروا بالماعون وهو الزكاة قال قتادة فكنا نحدث ان هذه الآية نزلت في أبى بكر وأصحابه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هو أبو بكر وأصحابه لما ارتد من ارتد من العرب عن الاسلام جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردهم إلى الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وخيثمة الأترابلسي في فضائل الصحابة والبيهقي في الدلائل عن الحسن فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم الذين قاتلوا أهل الردة من العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وأصحابه * وأخرج ابن جرير عن شريح بن عبيد قال لما أنزل الله يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال عمر أنا وقومي هم يا رسول الله قال بل هذا وقومه يعنى أبا موسى الأشعري * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عياض الأشعري قال لما نزلت فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا وأشار إلى موسى الأشعري * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في جمعه لحديث شعبة والبيهقي فسوف يأتي إله بقوم يحبهم ويحبونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند حسن عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هؤلاء قوم من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من التجيب * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم قوم من أهل اليمن ثم كندة من السكون * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس فسوف يأتي الله بقوم قال هم أهل القادسية * وأخرج البخاري في تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال أتيت ابن عمر فرحب بي ثم تلا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ثم ضرب على منكبي وقال احلف بالله انهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد فسوف يأتي الله بقوم قال هم قوم سبا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هذا وعيد من عند الله انه من ارتد منكم سيتبدل بهم
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة