الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٧
حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال ذكر لنا انها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في الغزوة الثانية فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب ان يفتكوا به فأطلعه الله على ذلك ذكر لنا ان رجلا انتدب لقتله فأتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وسيفه موضوع فقال آخذه يا رسول الله قال خذه قال استله قال نعم فاستله فقال من يمنعك منى قال الله يمنعني منك فهدده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأغلظوا له القول فشام السيف فامر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل فأنزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك * قوله تعالى (ولقد أخذ الله) الآية * أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل قال أخذ الله مواثيقهم ان يخلصوا له ولا يعبدوا غيره وبعثنا منهم اثنى عشرة نقيبا يعنى بذلك وبعثنا منهم اثنى عشر كفيلا فكفلوا عليهم بالوفاء لله بما وثقوا عليه من العهود فيما أمرهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله اثنى عشر نقيبا قال من كل سبط من بني إسرائيل رجال أرسلهم موسى إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان ولا يحمل عنقود عنهم الا خمسة أنفس بينهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس وأربعة فرجع القباء كل منهم ينهى سبطه عن قتالهم الا يوشع بن نون وكالب بن باقية أمرا الأسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما وأطاعوا الآخرين فهما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما فتاهت بنو إسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم ذلك فضرب موسى الحجر لكل سبط عينا حجر لهم يحملونه معهم فقال لهم موسى اشربوا يا حمير فنهاه الله عن سبهم وقال هم خلق فلا تجعلهم حميرا والسبط كل بطن بنى فلان * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أمر الله بني إسرائيل بالسير إلى أريحاء وهي أرض بيت المقدس فساروا حتى إذا كانوا قريبا منه أرسل موسى اثنى عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل فساروا يريدون ان يأتوه بخبر الجبابرة فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عاج فاخذ اثنى عشر فجعلهم في حجزته وعلى رأسه حزمة حطب فانطلق بهم إلى امرأته فقال انظري إلى هؤلاء القوم الذي ن يزعمون أنهم يريدون ان يقاتلونا فطرحهم بين يديها فقال الا أطحنهم برجلي فقالت امرأته بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا وافعل ذلك فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض يا قوم انكم ان أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله لكن اكتموه ثم رجعوا فانطلق عشرة منهم فنكثوا العهد فجعل يخبر أخاه وأباه بما رأى من عاج وكتم رجلان منهم فاتوا موسى وهارون فأخبروهما فذلك حين يقول الله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا قال شهيدا من كل سبط رجل شاهد على قومه * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال النقباء الامناء * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل اثنى عشر نقيبا قال اثنى عشر وزيرا وصاروا أنبياء بعد ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول وإني بحق قائل لسراتها * مقالة نصح لا يضيع نقيبها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عز وجل اثنى عشر نقيبا قال هم من بني إسرائيل بعثهم موسى لينظروا إلى المدينة فجاؤوا بحبة من فاكهتهم فعند ذلك فتنوا فقالوا الا نستطيع القتال فاذهب أنت وربك فقاتلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو صدقني وآمن بي واتبعني عشرة من اليهود لا سلم كل يهودي كان قال كعب اثنى عشر وتصديق ذلك في المائدة وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا * وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود انه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس ان موسى عليه السلام قال للنقباء الاثني عشر سيروا اليوم فحدثوني حديثهم وما أمرهم ولا تخافوا ان الله معكم ما أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعزرتموهم قال أعنتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعزرتموهم قال نصرتموهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال التعزير والتوقير النصرة والطاعة * قوله تعالى (فبما
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة