الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٦
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة يراؤن الناس قال والله لولا الناس ما صلى المنافق ولا يصلى الا رياء وسمعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن ولا يذكرون الله الا قليلا قال انما قل لأنه كان لغير الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا يذكرون الله الا قليلا قال انما قال ذكر المنافق لان الله لم يقبله وكل مارد الله قليل وكل ما قبل الله كثير * وأخرج ابن المنذر عن علي قال لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرأ ربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا * قوله تعالى (مذبذبين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال مثل المؤمن والمنافق والكافر مثل ثلاثة نفر انتهوا إلى واد فوقع أحدهم فعبر حتى أتى ثم وقع أحدهم حتى أتى على نصف الوادي ناداه الذي على شفير الوادي ويلك أين تذهب إلى الهلكة ارجع عودك على بدئك وناداه الذي عبر هلم النجاة فجعل ينظر إلى هذا مرة والى هذا مرة قال فجاء سيل فأغرقه فالذي عبر المؤمن والذي غرق المنافق مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء والذي مكث الكافر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة الآية مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يقول ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا مشركين مصرحين بالشرك قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب مثلا للمؤمن والكافر والمنافق كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر فوقع المؤمن فقطع ثم وقع المنافق حتى كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافران هلم إلى فإني أخشى عليك وناداه المؤمن ان هلم إلى فان عندي وعندي يحض له ما عنده فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه الماء فغرقه وان المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله مذبذبين بين ذلك قال هم المنافقون لا إلى هؤلاء يقول لا إلى أصحاب محمد ولا إلى هؤلاء اليهود * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مذبذبين بين ذلك قال بين الاسلام والكفر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة والى هذه مرة لا تدرى أيها تتبع * وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الغنمين ان أتت هؤلاء نطحتها وان أتت هؤلاء نطحتها * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أتريدون أن تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا قال إن الله السلطان على خلقه ولكنه يقول عذرا مبينا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن * فهو حجة * قوله تعالى (ان المنافقين في الدرك) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في صفة النار عن ابن مسعود ان المنافقين في الدرك الأسفل قال في توابيت من حديد مقفلة عليهم وفى لفظ مبهمة عليهم أي مقفلة لا يهتدون لمكان فتحها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ان المنافقين في الدرك الأسفل قال الدرك الأسفل بيوت من حديد لها أبواب تطبق عليها فيوقد من تحتهم ومن فوقهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة ان المنافقين في الدرك قال في توابيت ترتج عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الدرك الأسفل يعنى في أسفل النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن كثير قال سمعت ان جهنم ادراك منازل بعضها فوق بعض * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن أبي الأحوص قال قال ابن مسعود أي أهل النار أشد عذابا قال رجل المنافقون قال صدقت فهل تدرى كيف يعذبون قال لا قال يجعلون في توابيت من حديد صمد عليهم ثم يجعلون في الدرك الأسفل في تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن يطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد * قوله تعالى (وأخلصوا دينهم الله) * أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن جبل انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن أوصني قال أخلص دينك يكفك القليل من العمل * وأخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص والبيهقي في الشعب عن ثوبان سمعت رسول الله
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة