الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢١
لسانه * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن سعيد بن جبير قال رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول يا لساناه قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم قبل ان تندم فقال له رجل مالي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا وكذا قال إنه بلغني ان العبد يوم القيامة ليس هو عن شئ أحنق منه على لسانه * وأخرج أبو يعلى والبيهقي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان يسلم فليلزم الصمت * وأخرج البيهقي عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت والذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنه أزين لأمرك كله قلت زدني قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض قلت زدني قال عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك قلت زدني قال وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت زدني قال قل الحق ولو كان مرا قلت زدني قال لا تخف في الله لومة لائم قلت زدني قال ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك * وأخرج البيهقي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله * وأخرج الترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح ابن ادم فان كل شئ من الجسد يكفر اللسان يقول ننشدك الله فينا فإنك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب اطلع على أبى بكر وهو يمد لسانه قال ما تصنع يا خليفة رسول الله قال إن هذا الذي أوردني الموارد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ من الجسد الا يشكو ذرب اللسان على حدته * وأخرج البيهقي عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال فسكتوا فلم يجبه أحد قال هو حفظ اللسان * وأخرج البيهقي عن عمران بن الحصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل بالصمت أفضل من عبادة ستين سنة * وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصاب الناس ريح فتقطعوا فضربت ببصري فإذا أنا قريب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأغتنمن خلوته اليوم فدنوت منه فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يقربني أو قال يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتحج البيت وتصوم رمضان وان شئت أنبأتك بأبواب الخير قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد في جوف الليل يبتغى به وجه الله ثم قرأ الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم قال إن شئت أنبأتك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت أجل يا رسول الله قال أما رأس الامر فالاسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد وان شئت أنبأتك بالملك الناس من ذلك كله قلت ما هو يا رسول الله فأشار بإصبعه إلى فيه فقلت وانا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم الا حصائد ألسنتهم وهل تتكلم الا ما عليك أو لك * وأخرج البيهقي عن عطاء بن أبي رباح قال إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر منكرا وان تنطق في معيشتك التي لا بدلك منها أتذكرون ان عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شئ من أمر آخرته * وأخرج ابن سعد عن أنس ابن مالك قال لا يتقى الله عبد حتى يخزن من لسانه * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يا من جاره بوائقه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي الدرداء قال ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه به يدخل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال لا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن درهمك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسي قال أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة