الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢١٩
انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله أمن يكون عليهم وكيلا فبين خيانته فلحق بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الاسلام فنزل فيه ومن يشاقق الرسول إلى قوله وساءت مصيرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية العوفي ان رجلا يقال له طعمة بن أبيرق سرق درعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فألقاها في بيت رجل ثم قال لأصحاب له انطلقوا فاعذروني عند النبي صلى الله عليه وسلم فان الدرع قد وجدت في بيت فلان فانطلقوا يعذرونه عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا قال بهتانه قذفه الرجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم قال اختان رجل من الأنصار عماله درعا فقذف بها يهوديا كان يغشاهم فجادل عم الرجل قومه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بدار الشرك فنزلت فيه ومن يشاقق الرسول الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إياكم والرأي فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لتحكم بين الناس بما أراك الله ولم يقل بما رأيت * وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن ديناران رجلا قال لعمر بما أراك الله قال مه انما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي لتحكم بين الناس بما أراك الله قال الذي آراه في كتابه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال إن الله أنزل القرآن وترك فيه موضعا للسنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة وترك فيها موضعا للرأي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن وهب قال قال لي مالك الحكم الذي يحكم به بين الناس على وجهين فالذي يحكم بالقرآن والسنة الماضية فذلك الحكم الواجب والصواب والحكم الذي يجتهد فيه العالم نفسه فيما لم يأت فيه شئ فلعله ان يوفق قال وثالث التكلف لما لا يعلم فما أشبه ذلك أن لا يوفق * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بما بين الله لك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بالبينات والشهود * وأخرج عبد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا قال من صلى صلاة عند الناس لا يصلى مثلها إذا خلا فهي استهانة استهان بها ربه ثم تلا هذه الآية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة مثله وزاد لا يستحي ان يكون الناس أعظم عنده من الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رزين إذ يبيتون قال إذ يؤلفون مالا يرضى من القول * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله قال أخبر الله عباده بحمله وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته فمن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال * وأخرج ابن جرير وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه وإذا أصاب البول شيئا منه قرضه بالمقراض فقال رجل لقد آتي الله بني إسرائيل خيرا فقال ابن مسعود ما آتاكم الله خير مما آتاهم جعل لكم الماء طهورا وقال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال من قرأ هاتين الآيتين من سورة النساء ثم استغفر غفر له ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي ثابت قال جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت ولما ولدت قتلت ولدها فقال ما لها لها النار فانصرفت وهي تبكي فدعا ها ثم قال ما أرى أمرك الا أحد أمرين من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فمسحت عينها ثم مضت * وأخرج ابن أبي حاتم وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن مردويه عن علي قال سمعت أبا بكر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه الا كان حقا على الله ان يغفر له لان الله يقول ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ترك نعليه في مجلسه
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة