الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
أنشدك بالله هل تعلم ما أقول قال نعم فلما خرجا من عند مروان قاله زيد ألا تحمدني شهدت لك قال أحمدك ان تشهد بالحق قال نعم قد حمد الله على الحق أهله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المنافقون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم لو قد خرجت لخرجنا معك فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم تخلفوا وكذبوا ويفرحون بذلك ويرون انها حيلة احتالوا بها * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في الآية قال يعنى فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبوا من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا ان يقول لهم الناس علماء وليسوا باهل علم لم يحلموهم على هدى ولا خير ويحبون ان يقول لهم الناس قد فعلوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال هم أهل الكتاب أنزل عليهم الكتاب فحكموا بغير الحق وحرفوا الكلم عن مواضعه وفرحوا بذلك وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فرحوا انهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل الله إليه وهم يزعمون أنهم يعبدون الله ويصومون ويصلون ويطيعون لله فقال الله لمحمد ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا من الصلاة والصوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال اليهود كتب بعضهم إلى بعض ان محمدا ليس نبي فاجمعوا كلمتكم وتمسكوا بدينكم وكتابكم الذي معكم ففعلوا ففرحوا بذلك وفرحوا باجتماعهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كتموا اسم محمد ففرحوا بذلك حين اجتمعوا عليه وكانوا يزكون أنفسهم فيقولون نحن أهل الصيام وأهل الصلاة وأهل الزكاة ونحن على دين إبراهيم فأنزل الله فيهم لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا من كتمان محمد ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا أحبوا ان تحمدهم العرب بما يكون به أنفسهم وليسوا كذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال بكتمانهم محمدا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قال هو قولهم نحن على دين إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وبن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال يهود فرحوا باعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه ولا تملك يهود ذلك ولن تفعله * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال هم اليهود يفرحون بما آتي الله إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان يهود خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فزعموا أنهم راضون بالذي جاء به وانهم متابعوه وهم متمسكون بضلالتهم وأرادوا ان يحمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يفعلوا فأنزل الله ولا يحسبن الذين يفرحون الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من وجه آخر عن قتادة في الآية قال إن أهل خيبرا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا انا على رأيكم وانا لكم ردء فأكذبهم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال إن اليهود من أهل خيبر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد قبلنا الدين ورضينا به فأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا * وأخرج مالك وابن سعد والبيهقي في الدلائل عن محمد بن ثابت أن ثابت ابن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال لم قال نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير الصوت فقال يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب * وأخرج الطبراني عن محمد بن ثابت قال حدثني ثابت بن قيس بن شماس قال قلت يا رسول الله لقد خشيت فذكره * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء فأدخلتهم الملوك فرخصوا لهم وأعطوهم فخر جوا وهم فرحون بما أخذت الملوك من قولهم وما أعطوا فأنزل الله لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم في قوله لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال ناس من اليهود جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحنف بن قيس ان رجلا قال له الا تميل فنحملك على ظهر قال لعلك من العراضين قال وما العراضون قال الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا إذا عرض لك الحق فاقصد له واله عما سواء * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر فلا
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة