الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب فمن ينتدب في طلبه فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتبعوهم فبلغ أبا سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه فلقى عيرا من التجار فقال ردوا محمدا ولكم من الجعل كذا وكذا وأخبروهم انى قد جمعت لهم جموعا وإني راجع إليهم فجاء التجار فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله فأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت ان أبا سفيان لما راح هو وأصحابه يوم أحد منقلبين قال المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم انهم عامدون إلى المدينة يا رسول الله فقال إن ركبوا الخيل وتركوا الأثقال فهم عامدوها وان جلسوا على الأثقال وتركوا الخيل فقد أرعبهم الله فليسوا بعامديها فركبوا الأثقال ثم ندب ناسا يتبعونهم ليروا ان بهم قوة فاتبعوهم ليلتين أو ثلاثا فنزلت الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله الذين استجابوا لله والرسول الآية قالت لعروة يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد انصرف عنه المشركون خاف ان يرجعوا فقال من يرجع في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم فانصرفوا بنعمة من الله وفضل قال لم يلقوا عدوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال نزلت هذه الآية فينا ثمانية عشر رجلا الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان يوم أحد السبت للنصف من شوال فما كان الغد من يوم الاحد لست عشرة ليلة مضت من شوال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يطلب العدو وأذن مؤذنه ان لا يخرجن معنا أحد الا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله فقال يا رسول الله ان أبى كان خلفني على أخوات لي سبع وقال يا بنى انه لا ينبغي لي ولا لك نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي فتخلف على أخواتك فتخلفت عليهن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه وانما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعيبا للعدو ليبلغهم انه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وان الذي أصابهم لم يوهنهم من عدوهم * وأخرج ابن إسحاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان ان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى عبد الأشهل كان شهد أحدا قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لأخي أو قال لي تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما لنا من دابة نركبها وما منا الا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فأقام بها ثلاثا الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة فنزل الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال كان عبد الله من الذين استجابوا لله والرسول * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله من بعدما أصابهم القرح قال الجراحات * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود انه كان يقرأ من بعدما أصابهم القرح * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال افصلوا بينهما قوله للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما ندم أبو سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت محمدا وأصحابه فأخبرهم انا قد جمعنا لهم فأخبر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فلقوا أعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم رجعوا من حمراء الأسد فأنزل الله فيهم وفى الاعرابي الذي لقيهم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم الآية * وأخرج ابن سعد عن ابن أبزي الدين قال لهم الناس قال أبو سفيان قال لقوم ان لقيتم أصحاب محمد فاخبروهم انا قد جمعنا لهم جموعا
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة