الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١١٢
عبادك الصالحون وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الأبرار إلى قوله انك لا تخلف الميعاد * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال كان يستحب أن يدعو في المكتوبة بدعاء القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين انه سئل عن الدعاء في الصلاة فقال كان أحب دعائهم ما وافق القرآن * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله وبها صفوف الشهداء رؤسهم تقطر في أيديهم تثج أوداجهم دما يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك انك لا تخلف الميعاد فيقول صدق عبيدي اغسلوهم بنهر البيضة فيخرجون منه بيضا فيسرحون في الجنة حيث شاؤوا * قوله تعالى (فاستجاب لهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أم سلمة قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشئ فأنزل الله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى إلى آخر الآية قالت الأنصار هي أول ظعينة قدمت علينا * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم إلى آخرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال ما من عبد يقول يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات الا نظر الله إليه فذكر للحسن فقال أما تقرأ القرآن ربنا إننا سمعنا مناديا إلى قوله فاستجاب لهم ربهم * قوله تعالى (فالذين هاجروا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال هم المهاجرون اخرجوا من كل وجه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ثلة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وان كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره وان الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل الملائكة عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي قلت الله ورسوله أعلم قال المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فتقول لهم الخزنة أوقد حوسبتم قالوا بأي شئ نحاسب وانما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك قال فيفتح لهم فيقيلون فيه أربعين عاما قبل أن يدخل الناس * وأخرج أحمد عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت فيها حشفة بين يدي فقلت ما هذا قال بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقرأ المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء قيل لي أما الأغنياء فهم بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير * وأخرج أحمد عن أبي الصديق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغنى يا ليتني كنت نحيلا قيل يا رسول الله سمهم لنا قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغنم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد بن عامر بن حزم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل فقراء المسلمين قبل الأغنياء الجنة بخمسين سنة حتى أن الرجل من الأغنياء ليدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال يجمعون فيقول أين فقراء هذه الأمة ومساكينها فيبرزون فيقال ما عندكم فيقولون يا رب ابتليتنا فصبرنا وأنت اعلم ووليت الأموال والسلطان غيرنا فيقال صدقتم فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمن وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان قيل فان المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار والله أعلم * قوله تعالى (والله عنده حسن الثواب) * أخرج ابن أبي
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة