الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
حاتم عن شداد بن أوس قال يا أيها الناس لا تتهموا الله في قضائه فان الله لا يبغي على مؤمن فإذا نزل بأحدكم شئ مما يحب فليحمد الله وإذا نزل به شئ يكره فليصبر ويحتسب فان الله عنده حسن الثواب * قوله تعالى (لا يغرنك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة لا يغرنك تقلب الذين كفروا تقلب ليلهم ونهارهم وما يجرى عليهم من النعم متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد قال عكرمة قال ابن عباس أي بئس المنزل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد يقول ضربهم في البلاد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال والله ما غروا نبي الله ولا وكل إليهم شيئا من أمر الله حتى قبضه الله على ذلك * قوله تعالى (وما عند الله خير للأبرار) * أخرج البخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال انما سماهم الله أبرارا لانهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق وأخرجه ابن مردويه عن ابن عمر مرفوعا والأول أصح * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال الأبرار الذين لا يؤذون الذر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وما عند الله خير للأبرار قال لمن يطيع الله عز وجل * قوله تعالى (وان من أهل الكتاب) الآية * أخرج النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلى على عبد حبشي فأنزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم الآية * وأخرج ابن جرير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات فقال هذا النجاشي أصحمة فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلى على علج نصراني لم نره قط فأنزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في النجاشي وفى ناس من أصحابه آمنوا بنبي الله وصدقوا به وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للنجاشي وصلى عليه حين بلغه موته قال لأصحابه صلوا على أخ لكم قد مات بغير بلادكم فقال أناس من أهل النفاق يصلى على رجل مات ليس من أهل دينه فأنزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفروا لأخيكم فقالوا يا رسول الله أنستغفر لذلك العلج فأنزل الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي طعن في ذلك المنافقون فقالوا صلى عليه وما كان على دينه فنزلت هذه الآية وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية قالوا ما كان يستقبل قبلته وان بينهما البحار فنزلت فأينما تولوا فثم وجه الله قال ابن جريج وقال آخرون نزلت في النفر الذين كانوا من يهود فأسلموا عبد الله بن سلام ومن معه * وأخرج الطبراني عن وحشى بن حرب قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه فقال رجل يا رسول الله كيف نصلى عليه وقد مات في كفره قال ألا تسمعون قول الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية قال هم مسلمة أهل الكتاب من اليهود والنصارى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء يهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) * أخرج ابن المبارك وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طريق داود بن صالح قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن تدرى في أي شئ نزلت هذه الا آية اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال سمعت أبا هريرة يقول لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال أقبل على أبو هريرة يوما فقال أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال أما أنه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزوا يرابطون فيه ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد يصلون الصلاة في مواقيتها ثم يذكرون الله فيها فعليهم أنزلت اصبروا أي على الصلوات الخمس وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون * وأخرج ابن
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة