الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال آخر آية نزلت من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن السدى وعطية العوفي مثله * وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح وسعيد بن جبير مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله نزلت بمنى وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال آخر ما أنزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله توفى كل نفس ما كسبت يعنى ما عملت من خير أو شر وهم لا يظلمون يعنى من أعمالهم لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى) الآية * أخرج ابن جرير بسند صحيح عن سعيد بن المسيب انه بلغه ان أحدث القرآن بالعرش آية الدين * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن شهاب قال آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين * وأخرج الطيالسي وأبو يعلى وابن سعد وأحمد وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من جحد آدم ان الله لما خلق آدم مسح ظهره فاخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر قال أي رب من هذا قال هذا ابنك داود قال أي رب كم عمره قال ستون عاما قال رب زد في عمره فقال لا الا ان أزيده من عمرك وكان عمر آدم ألف سنة فزاده أربعين عاما فكتب عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال إنه قد بقى من عمري أربعون عاما فقيل له انك قد وهبتها لابنك داود قال ما فعلت فأبرز الله عليه الكتاب وأشهد عليه الملائكة فكمل الله لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة عام * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال أشهد ان السلف المضمون إلى أجل مسمى ان الله أجله وأذن فيه ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم يدين قال نزلت في السلم في الحنطة في كيل معلوم إلى اجل معلوم * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار السنتين والثلاث فقال من أسلف فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال لا سلف إلى العطاء ولا إلى الحصاد ولا إلى الأندر ولا إلى العصير واضرب له أجلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال أمر بالشهادة عند المداينة لكيلا يدخل في ذلك جحود ولا نسيان فمن لم يشهد على ذلك فقد عصى ولا باب الشهداء يعنى من احتيج إليه من المسلمين يشهد على شهادة أو كانت عنده شهادة فلا يحل له أن يأبى إذا ما دعى ثم قال بعد هذا ولا يضار كاتب ولا شهيد والضرار أن يقول الرجل للرجل وهو عنه غنى ان الله قد أمرك أن لا تأبى إذا دعيت فيضاره بذلك وهو مكتف بغيره فنهاه الله عن ذلك وقال وان تفعلوا فإنه فسوق يعنى معصية قال ومن الكبائر كتمان الشهادة قال لان الله تعالى يقول ومن يكتمها فإنه آثم قلبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله كاتب بالعدل قال يعدل بينهما في كتابه لا يزاد على المطلوب ولا ينقص من حق الطالب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا يأب كاتب قال واجب على الكاتب أن يكتب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى ولا يأب كاتب قال إن كان فارغا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ولا يأب كاتب قال ذلك أن الكتاب في ذلك الزمان كانوا قليلا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ولا يأب كاتب قال كانت الكتاب يومئذ قليلا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ولا يأب كاتب قال كانت عزيمة فنسختها ولا يضار كاتب ولا شهيد * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك كما علمه الله قال كما أمره الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير كما علمه الله قال كما علمه الكتابة وترك غيره وليملل
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست