الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٤٥
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة الا زكاة الفطر في الرقيق * قوله تعالى (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب في قوله ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون قال نزلت فينا معشر الأنصار كنا أصحاب نخل كان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر والتمر فيأكل وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه قال لو أن أحدكم أهدى إليه مثل ما أعطى لم يأخذه الا عن اغماض وحياء قال فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان الرجل كان يكون له الحائطان فينظر إلى أردئهما تمرا فيتصدق به ويخلط به الحشف فنزلت الآية فعاب الله ذلك عليهم ونهاهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال كان أناس من المنافقين حين أمر الله ان تؤدى الزكاة يجيؤن بصدقاتهم بارد أما عندهم من الثمرة فأنزل الله ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون * وأخرج عبد بن حميد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر جاء رجل بتمر ردئ فامر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرص النخل ان لا يجيزه فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم لآية * وأخرج الحاكم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بزكاة لفطر بصاع من تمر فجاء رجل بتمر ردئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة لا تخرص هذا التمر فنزل هذا القرآن يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والحاكم والبيهقي في سننه عن سهل بن حنيف قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فجاء رجل بكبائس من هذا السحل يعنى الشيص فوضعه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من جاء بهذا وكان كل من جاء بشئ نسب إليه فنزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون الآية ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لونين من التمر ان يؤخذا في الصدقة الجعرور ولون الحبيق * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم الآية * وأخرج ابن جرير عن عبيدة السلماني قال سألت علي بن أبي طالب عن قول الله يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم الآية فقال نزلت هذه الآية في الزكاة المفروضة كان الرجل يعمد إلى التمر فيصرمه فيعزل الجيد ناحية فإذا جاء صاحب الصدقة أعطاه من الردئ فقال الله ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه يقول ولا يأخذ أحدكم هذا الردئ حتى يهضم له * وأحرج ابن جرير عن عطاء قال علق انسان حشفا في الأفناء التي تعلق بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا بئسما علق هذا فنزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن يحيى بن حبان المازني من الأنصار ان رجلا من قومه أتى بصدقته يحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصناف من التمر معروفة من الجعرور واللينة والايارخ والقضرة وآمعاء فارة وكل هذا لا خير فيه من تمر النخل فردها الله ورسوله وأنزل الله فيه يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم إلى قوله حميد * وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي عن مجاهد قال كانوا يتصدقون بالحشف وشرار التمر فنهوا عن ذلك وأمروا ان يتصدقوا بطيب قال وفي ذلك نزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال كان الرجل يتصدق برذالة ماله فنزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون * وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن عوف بن مالك قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست