الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٣٠
النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يبعث في طلبهما فنزلت فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية ثم نسخ بعد ذلك لا اكراه في الدين وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال وذلك لما دخل الناس في الاسلام وأعطى أهل الكتاب الجزية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة في الآية قال كانت العرب ليس لها دين فاكرهوا على الدين بالسيف قال ولا يكره اليهود ولا النصارى والمجوس إذا أعطوا الجزية * وأخرج سعيد ابن منصور عن الحسن في قوله لا اكراه في الدين قال لا يكره أهل الكتاب على الاسلام * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن وسق الرومي قال كنت مملوكا لعمر بن الخطاب فكان يقول لي أسلم فإنك لو أسلمت استعنت بك على أمانة المسلمين فإني لا أستعين على أمانتهم بمن ليس منهم فأبيت عليه فقال لي لا اكراه في الدين * وأخرج النحاس عن أسلم سمعت عمر بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية اسلمي تسلمي فأبت فقال عمر اللهم اشهد ثم تلا لا اكراه في الدين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سليمان بن موسى في قوله لا اكراه في الدين قال نسختها جاهد الكفار والمنافقين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حميد الأعرج انه كان يقرأ قد تبين الرشد وكان يقول قراءتي على قراءة مجاهد * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال الطاغوت الشيطان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله انه سئل عن الطواغيت قال هم كهان تنزل عليهم الشياطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال الطاغوت الكاهن * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال الطاغوت الساحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال الطاغوت الشيطان في صورة الانسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس قال الطاغوت ما يعبد من دون الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس فقد استمسك بالعروة الوثقى قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله فقد استمسك بالعروة الوثقى قال القرآن * وأخرج سفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بالعروة الوثقى قال الايمان ولفظ سفيان قال كلمة الاخلاص * وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن سلام قال رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني في روضة خضراء وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي اصعد عليه فصعدت حتى أخذت بالعروة فقال استمسك بالعروة فاستيقظت وهي في يدي فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اما الروضة فروضة الاسلام وأما العمود فعمود الاسلام وأما العروة فهي العروة الوثقى أنت على الاسلام حتى تموت * وأخرج ابن عساكر عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبى بكر وعمر فإنهما حبل الله الممدود فمن تمسك بهما ما فقد تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال القدر نظام التوحيد فمن كفر بالقدر كان كفره بالقدر نقصا للتوحيد فإذا وحد الله وآمن بالقدر فهي العروة الوثقى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن معاذ بن جبل أنه سئل عن قوله لا انفصام لها قال لا انقطاع لها دون دخول الجنة * قوله تعالى (الله ولى الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور قال هم قوم كانوا كفروا بعيسى فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات قال هم قوم آمنوا بعيسى فلما بعث محمد كفروا به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ومقسم مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يخرجهم من الظلمات إلى النور يقول من الضلالة إلى الهدى وفي قوله يخرجونهم من النور إلى الظلمات يقول من الهدى إلى الضلالة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال الظلمات الكفر والنور الايمان * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال ما كان فيه الظلمات والنور فهو الكفر والايمان * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد قال يبعث أهل الأهواء وتبعث الفتن فمن كان هواه الايمان كانت فتنته بيضاء مضيئة ومن كان هواه الكفر كانت
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست