وسلم فتلا هذه الآية ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما صلى الله عليك يا محمد حتى يقولها سبعين مرة فأجابه ملك صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك حاجة * وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال حج اعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا استشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن يشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول يا خير من دفنت في الترب أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والاكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر أنه كان يقول للحاج إذا قدم تقبل الله نسكك وأعظم أجرك واخلف نفقتك * وأخرج البيهقي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله فليطرفهم ولو كان حجارة * قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما أصيبت السرية التي فيها عاصم ومرثد قال رجال من المنافقين يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا لا هم قعدوا في أهلهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا أي لما يظهر من الاسلام بلسانه ويشهد الله على ما في قلبه انه مخالف لما يقوله بلسانه وهو ألد الخصام أي ذو جدال إذا كلمك راجعك وإذا تولى خرج من عندك سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد أي لا يحب عمله ولا يرضى به ومن الناس من يشرى نفسه الآية الذين شروا أنفسهم من الله بالجهاد في سبيله والقيام بحقه حتى هلكوا على ذلك يعنى بهذه السرية * وأخرج ابن المنذر عن أبي اسحق قال كان الذين أجلبوا على خبيب في قتله نفر من قريش عكرمة بن أبي جهل وسعيد بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود والأخنس بن شريق الثقفي حليف بنى زهرة وعبيدة بن حكيم بن أمية بن عبد شمس وأمية ابن أبي عتبة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن الناس من يعجبك الآية قال نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي حليف لبني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وقال جئت أريد الاسلام ويعلم الله انى لصادق فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه فذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله وإذا تولى سعى في الأرض الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبي قال كنت جالسا بمكة فسألوني عن هذه الآية ومن الناس من يعجبك قوله الآية قلت هو الأخنس بن شريق ومعنا فتى من ولده فلما قمت اتبعني فقال إن القرآن انما نزل في أهل مكة فان رأيت أن لا تسمى أحدا حتى تخرج منها فافعل * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد المقبري انه ذاكر محمد بن كعب القرظي فقال إن في بعض كتب الله ان لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا لباس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين قال الله تعالى أعلى يجترؤن وبي يغترون وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب ان الآية تنزل في الرجل تكون عامة بعد * وأخرج أحمد في الزهد عن الربيع بن أنس قال أوحى الله إلى نبي من الأنبياء ما بال قومك يلبسون جلود الضان ويتشبهون بالرهبان كلامهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر أبى يغترون أم لي يخادعون وعزتي لا تركن العالم منهم حيرانا ليس منى من تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له من آمن بي فليتوكل على ومن لم يؤمن فليتبع غيري * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب أن الرب تبارك وتعالى قال لعلماء بني إسرائيل يفقهون لغير الدين ويعلمون لغير العمل ويبتغون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون مسوك الضان ويخفون أنفس الذباب ويقفون القذى من شرابكم ويبتلعون أمثال الجبال من المحارم ويثقلون
(٢٣٨)