الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٤٢
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفا بالملائكة وذلك قوله هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية قال في قراءة أبي بن كعب هل ينظرون الا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام قال يأتي الملائكة في ظلل من الغمام ويأتي الله فيما منا وهو كقوله يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا * وأخرج ابن حرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في ظلل من الغمام قال طاقات والملائكة قال والملائكة حوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال يأتيهم الله في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة عند الموت * وأخرج عن عكرمة وقضى الامر يقول قامت الساعة * قوله تعالى (سل بني إسرائيل) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد سل بني إسرائيل قال هم اليهود كم آتيناهم من آية بينة ما ذكر الله في القرآن وما لم يذكر ومن يبدل نعمة الله قال يكفر بها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال آتاهم الله آيات بينات عصا موسى ويده وأقطعهم البحر وأغرق عدوهم وهم ينظرون وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى ومن يبدل نعمة الله يقول من يكفر بنعمة الله (قوله تعالى زين للذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله زين للذين كفروا الحياة الدنيا قال الكفار يبتغون الدنيا ويطلبونها ويسخرون من الذين آمنوا في طلبهم الآخرة قال ابن جرير لا أحسبه الا عن عكرمة قال قالوا لو كان محمد نبيا لاتبعه ساداتنا وأشرافنا والله ما اتبعه الا أهل الحاجة مثل ابن مسعود وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة زين للذين كفروا الحياة الدنيا قال هي همهم وسدمهم وطلبتهم ونيتهم ويسخرون من الذين آمنوا ويقولون ما هم على شئ استهزاء وسخرية والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة هناكم التفاضل * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والذين اتقوا فوقهم قال فوقهم في الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال سألت ابن عباس عن هذه الآية والله يرزق من يشاء بغير حساب فقال تفسيرها ليس على الله رقيب ولا من يحاسبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير بغير حساب قال لا يحاسب الرب * وأخرج عن ميمون بن مهران بغير حساب قال غدقا * وأخرج عن الربيع بن أنس بغير حساب قال لا يخرجه بحساب يخاف ان ينقص ما عنده ان الله لا ينقص ما عنده * قوله تعالى (كان الناس) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو يعلى والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس كان الناس أمة واحدة قال على الاسلام كلهم * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين قال وكذلك هي في قراءة عبد الله كان الناس أمة واحدة فاختلفوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال كانوا أمة واحدة حيث عرضوا على آدم فقطرهم الله على الاسلام وأقروا له بالعبودية فكانوا أمة واحدة مسلمين ثم اختلفوا من بعد آدم * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد كان الناس أمة واحدة قال آدم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي انه كان يقرؤها كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين وان الله انما بعث الرسل وأنزل الكتاب بعد الاختلاف وما اختلف فيه الا الذين أوتوه يعنى بني إسرائيل أوتوا الكتاب والعلم بغيا بينهم يقول بغيا على الدنيا وطلب ملكها وزخرفها أيهم يكون له الملك والمهابة في الناس فبغى بعضهم على بعض فضرب بعضهم رقاب بعض فهدى الله الذين آمنوا يقول فهداهم الله عند الاختلاف انهم أقاموا على ما جاءت به الرسل قبل الاختلاف أقاموا على الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة واعتزلوا الاختلاف فكانوا شهداء على الناس يوم القيامة على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وان رسلهم بلغتهم وانهم كذبوا رسلهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس كان الناس أمة واحدة قال كفارا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الأولون والآخرون الأولون يوم القيامة وأول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع فغد لليهود وبعد غد
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست