الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٠١
المسلمين انك تواصل يا رسول الله قال وأيكم مثلي انى أبيت يطعمني ربى ويسقيني * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الصيام من الأكل والشرب انما الصيام من اللغو والرفث فان سابك أحد أو جهل عليك فقل انى صائم انى صائم * وأخرج البخاري والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع وفي لفظ إذا لم يدع الصائم قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رب قائم حظه من القيام السهر ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم ان يجئ غدا بصومه مرقعا فليفعل * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى المحارم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن طلق بن قيس قال قال أبو ذر إذا صمت فتحفظ ما استطعت فكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج الا للصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن مجاهد قال خصلتان من حفظهما يسلم له صومه الغيبة والكذب * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي العالية قال الصائم في عبادة ما لم يغتب * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صام من ظل يأكل لحوم الناس * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كانوا يقولون الكذب يفطر الصائم * وأخرج البيهقي عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم انى قمت رمضان كله وصمته فلا أدرى أكره التزكية أو قال لابد من نومة أو رقدة * قوله تعالى (ولا تباشروهن) * أخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا تباشروهن وأنتم عاكفون قال المباشرة الملامسة والمس الجماع ولكن الله يكنى ما شاء بما يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تباشروهن الآية قال هذا في الرجل يعتكف في المسجد في رمضان أو في غير رمضان فحرم الله عليه ان ينكح النساء ليلا أو نهارا حتى يقضى اعتكافه * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال كانوا يجامعون وهم معتكفون حتى نزلت ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد جامع ان شاء فنزلت * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال كان ناس يصيبون نساءهم وهم عاكفون فنهاهم الله عن ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته ثم اغتسل ثم رجع إلى اعتكافه فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال نهى عن جماع النساء في المساجد كما كانت الأنصار تصنع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه ويستأنف * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم في معتكف وقع باهله قال يستقبل اعتكافه ويستغفر الله ويتوب إليه ويتقرب إليه ما استطاع * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في المعتكف إذا جامع قال يتصدق بدينارين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في رجل غشى امرأته وهو معتكف انه بمنزلة الذي غشى في رمضان عليه ما على الذي غشى في رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري قال من أصاب امرأته وهو معتكف فعليه من الكفارة مثل ما على الذي يصيب في رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال لا يقبل المعتكف ولا يباشر * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال المعتكف لا يبيع ولا يبتاع * قوله تعالى (وأنتم عاكفون في المساجد) * أخرج الدارقطني والبيهقي في شعب الايمان من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وعن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده والسنة في المعتكف ان لا يخرج الا لحاجة الانسان ولا يتبع جنازة ولا يعود مريضا ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا اعتكاف الا في مسجد جماعة والسنة إلى آخره فقد قيل إنه من قول عروة وقال الدارقطني هو من كلام الزهري ومن أدرجه في الحديث فقد وهم * وأخرج ابن ماجة والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في المعتكف انه معتكف الذنوب ويجرى له من الاجر كأجر
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست