الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٩٩
عبد الرزاق عن قتادة في قوله وابتغوا ما كتب الله لكم قال وابتغوا الرخصة التي كتب الله لكم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء قال قلت لابن عباس كيف تقرأ هذه الآية وابتغوا ما كتب الله لكم أو واتبعوا قال أيتهما شئت عليك بالقراءة الأولى * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن عائشة قالت قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر في رمضان وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أم سلمة انها سئلت عن الرجل يصبح جنبا أيصوم فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم * وأخرج مالك والشافعي ومسلم وأبو داود والنسائي عن عائشة ان رجلا قال يا رسول الله انى أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فاغتسل وأصوم ذلك اليوم فقال الرجل انك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب وقال والله انى لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقى * وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال بياض النهار من سواد الليل وهو الصبح إذا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول أمية الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق * والخيط الأسود لون الليل مكموم * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن سهل بن سعد قال أنزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد من الفجر فعلموا انما يعنى الليل والنهار * وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عدى بن حاتم قال لما أنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالذي صنعت فقال إن وسادك إذا لعريض انما ذاك بياض النهار من سواد الليل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عدى بن حاتم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني الاسلام ونعت إلى الصلوات الخمس كيف أصلى كل صلاة لوقتها ثم قال إذا جاء رمضان فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل ولم أدر ما هو ففتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما عند الفجر فرأيتهما سواء فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كل شئ أوصيتني قد حفظت غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال وما منعك يا ابن حاتم وتبسم كأنه قد علم ما فعلت قلت فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤى نواجذه ثم قال ألم أقل لك من الفجر انما هو ضوء النهار من ظلمة الليل * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان فقال إنك لعريض القفا ان أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر الجعدي انه سئل هذه الآية حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود يعنى الليل والنهار * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن علي بن أبي طالب انه قال حين طلع الفجر الآن حين تبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن أبي الضحى ان رجلا قال لابن عباس متى ادع السحور فقال رجل إذا شككت فقال ابن عباس كل ما شككت حين يتبين لك * وأخرج وكيع عن أبي الضحى قال كانوا يرون ان الفجر المستفيض في السماء * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس قال هما فجران فاما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا ولكن الفجر الذي يستبين على رؤس الجبال هو الذي يحرم الشراب * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست