الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٩٧
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله فليستجيبوا لي قال ليدعوني وليؤمنوا بي انهم إذا دعوني أستجيب لهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فليستجيبوا لي قال فليطيعوني * وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني فليستجيبوا لي قال فليدعوني وليؤمنوا بي يقول انى أستجيب لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع في قوله لعلهم يرشدون قال يهتدون * قوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) الآية * أخرج وكيع وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الافطار فنام قبل ان يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وان قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فكان يومه ذاك يعمل في أرضه فلما حضر الافطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن انطلق فاطلب لك فغلبته عينه فنام وجاءت امرأته فلما رأته نائما قالت خيبة لك أنمت فلما انتصف النهار غشى عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى قوله من الفجر ففرحوا بها فرحا شديدا * وأخرج البخاري عن البراء قال لما نزل صوم شهر رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله فكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند حسن عن كعب بن مالك قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فأيقظها وأرادها فقالت انى قد نمت فقال ما نمت ثم وقع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال كان المسلمون قبل ان تنزل هذه الآية إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا وان عمر أصاب أهله بعد صلاة العشاء وان صرمة بن قيس غلبته عينه بعد صلاة المغرب فنام فلم يشبع من الطعام ولم يستيقظ حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فقام فاكل وشرب فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فأنزل أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم يعنى بالرفث مجامعة النساء كنتم تختانون أنفسكم يعنى تجامعون النساء وتأكلون وتشربون بعد العشاء فالآن باشروهن يعنى جامعوهن وابتغوا ما كتب الله لكم يعنى الولد وكلوا واشربوا فكان ذلك عفوا من الله ورحمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ان المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله أحل لكم ليلة الصيام إلى قوله فالآن باشروهن يعنى انكحوهن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه حتى إذا أمسى طعم من الطعام حتى يمسي من الليلة القابلة وان عمر بن الخطاب بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى اعتذر إلى الله واليك من نفسي هذه الخاطئة فإنها زينت لي فواقعت أهلي هل تجد لي من رخصة قال لم تكن حقيقا بذلك يا عمر فلما بلغ بيته أرسل إليه فأنبأه بعذره في آية من القرآن وأمر الله رسوله ان يضعها في المائة الوسطى من سورة البقرة فقال أحل لكم ليلة الصيام إلى قوله تختانون أنفسكم يعنى بذلك الذي فعل عمر فأنزل الله عفوه فقال فتاب عليكم إلى قوله من الخيط الأسود فأحل لهم المجامعة والأكل والشرب حتى يتبين لهم الصبح * وأخرج ابن جرير عن ثابت ان عمر بن الخطاب واقع أهله ليلة في رمضان فاشتد ذلك عليه فأنزل الله أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن ابن عباس يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم قال فكان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر فأراد الله ان يجعل ذلك تيسيرا لمن بقى ورخصة ومنفعة فقال علم الله انكم كنتم تختانون الآية فرخص لهم ويسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج وكلوا واشربوا قال نزلت في أبى
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست