الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٨٦
فيه ببهتان ولم يشرب مسكرا كفر الله عنه ذنوبه ومن قذف فيه مسلما أو شرب فيه مسكرا أحبط الله عمله لسنة فاتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله جعل الله لكم أحد عشر شهرا تأكلون فيها وتشربون وتتلذذون وجعل لنفسه شهرا فاتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله * وأخرج الدارقطني في الافراد والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى حول قابل فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح تحت العرش من ورق الجنة على الحور العين فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقربهم أعيننا وتقرأ عينهم بنا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن خزيمة وأبو الشيخ في الثواب وابن مردويه والبيهقي والإصبهاني في الترغيب عن أبي مسعود الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان فقال لو يعلم العباد ما رمضان لثمنت أمتي أن يكون السنة كلها فقال رجل يا نبي الله حدثنا فقال إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقرأ عيننا بهم وتقرأ عينهم بنا فيقال فما من عبد يصوم يوما من رمضان الا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله حور مقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون أخرى ويعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيفة صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لم يجدها لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من استبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحا بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات * وأخرج البيهقي والإصبهاني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان وليس من عبد مؤمن يصلى في ليلة منها الا كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب فيها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام * وأخرج البزار والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال سيد الشهور شهر رمضان وسيد الأيام الجمعة * وأخرج البيهقي عن كعب قال إن الله اختار ساعات الليل والنهار فجعل منهن الصلوات المكتوبة واختار الأيام فجعل منهن الجمعة واختار الشهور فجعل منهن شهر رمضان واختار الليالي فجعل منهن ليلة القدر واختار البقاع فجعل منها المساجد * وأخرج أبو الشيخ في الثواب والبيهقي والإصبهاني عن ابن عباس انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجنة لتعد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة تصفق ورق الجنة وحلق المصاريع يسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فيثبن الحور العين حتى يشرفن على شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنة على الصائمين من أمة محمد ويا جبريل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صيامهم ويقول الله عز وجل في ليلة من شهر رمضان لمناد ينادى ثلاث مرات هل من سائل فاعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له من يقرض الملئ غير المعدم والوفي غير الظلوم قال وله في كل يوم من شهر رمضان عند الافطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره وإذا كان ليلة القدر يأمر الله جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعهم لواء أخضر
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست