الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٤٣
دينكم فأنزل الله في المنافقين سيقول السفهاء من الناس إلى قوله الا على الذين هدى الله وأنزل في الآخرين الآيات بعدها * وأخرج مالك وأبو داود في ناسخه وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم تحولت القبلة إلى الكعبة قبل بدر بشهرين * وأخرج ابن عدي والبيهقي في السنن والدلائل من طريق سعيد بن المسيب قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حول بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين * وأخرج أبو داود في ناسخه عن سعيد بن عبد العزيز ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس من شهر ربيع الأول إلى جمادى الآخرة * وأخرج ابن جرير عن سعد بن المسيب ان الأنصار صلت للقبلة الأولى قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بثلاث حجج وان النبي صلى الله عليه وسلم صلى للقبلة الأولى بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا * وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهرا * وأخرج البراز وابن جرير عن أنس قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر فبينما هو قائم يصلى الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها * وأخرج البخاري عن أنس قال لم يبق ممن صلى للقبلتين غيري * وأخرج أبو داود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في سننه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية فول وجهك شطر المسجد الحرام مر رجل من بنى سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس الا ان القبلة قد حولت إلى الكعبة مرتين فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة * وأخرج مالك وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والنسائي عن ابن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عثمان بن عبد الرحمن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلى انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر في مسجده قد صلى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار له ان صل إلى البيت وصلى جبريل إلى البيت وأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون قال فقال المنافقون حن محمد إلى أرضه وقومه وقال المشركون أراد محمد أن يجعلنا له قبلة ويجعلنا له وسيلة وعرف أن ديننا أهدى من دينه وقال اليهود للمؤمنين ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله ان أنتم الا تفتنون وقال المؤمنون لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أولا قال فأنزل الله عز وجل في ذلك سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها إلى قوله ان الله بالناس لرؤف رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص صلت النصارى نحو الكعبة حولين قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى نبي الله بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشرا شهرا ثم وجهه الله بعد ذلك إلى الكعبة البيت الحرام فقال في ذلك قائلون من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لقد اشتاق الرجل إلى مولده قال الله عز وجل قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وقال أناس من 7 أناس لقد صرفت القبلة إلى البيت الحرام فكيف أعمالنا التي عملنا في القبلة الأولى فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم وقد يبتلى الله عباده بما شاء من أمره الامر بعد الامر ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وكل ذلك مقبول في درجات في الايمان بالله والاخلاص والتسليم لقضاء الله * واخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا إحدى صلاتي العشى فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى ان الصلاة قد وجبت نحو الكعبة فحول أو انحرف أمامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان * واخرج ابن أبي شيبة والبزار عن أنس
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست