الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٥٦
3074 وأخرج ابن جرير الأول من طريق عن ابن عباس وأخرج الثاني عن الربيع بن أنس واختاره وأخرج الثالث عن الضحاك وأخرج قولا رابعا عن ابن عمر وغيره أنها بمعنى حيث شئتم واختار أبو حيان وغيره أنها في الآية شرطية وحذف جوابها لدلالة ما قبلها عليه لأنها لو كانت استفهامية لاكتفت بما بعدها كما هو شأن الاستفهامية أن تكتفي بما بعدها أي تكون كلاما يحسن السكوت عليه إن كان اسما أو فعلا 22 - أو 3075 حرف عطف ترد لمعان الشك من المتكلم نحو * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * والإبهام على السامع نحو * (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) * والتخيير بين المعطوفين بأن يمتنع الجمع بينهما والإباحة بألا يمتنع الجمع ومثل الثاني بقوله * (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم) * الآية ومثل الأولى بقوله تعالى * (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) * وقوله * (فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة) * 3067 واستشكل بأن الجمع في الآيتين غير ممتنع وأجاب ابن هشام بأنه ممتنع بالنسبة إلى وقوع كل كفارة أو فدية بل يقع واحد منهن كفارة أو فدية والباقي قربة مستقلة خارجة عن ذلك 3077 قلت وأوضح من هذا التمثيل قوله * (أن يقتلوا أو يصلبوا) * الآية على قول من جعل الخيرة في ذلك إلى الإمام فإنه يمتنع عليه الجمع بين هذه الأمور بل يفعل منها واحدا يؤدي اجتهاده إليه 3078 والتفصيل بعد الإجمال نحو * (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا) *
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»