وأجاب بعضهم عن الثاني بأن ذكر المفروض لهن إنما كان لتيقن النصف لهن لا لبيان أن لهن شيئا في الجملة ومما خرج على هذا المعنى قراءة أبي (تقاتلونهم أو يسلموا) تنبيهات 3083 الأول لم يذكر المتقدمون لأو هذه المعاني بل قالوا هي لأحد الشيئين أو الأشياء قال ابن هشام وهو التحقيق والمعاني المذكورة مستفادة من القرائن 3084 الثاني قال أبو البقاء أو في النهي نقيضة أو في الإباحة فيجب اجتناب الأمرين كقوله * (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) * فلا يجوز فعل أحدهما فلو جمع بينهما كان فعلا للمنهي عنه مرتين لأن كل واحد منهما أحدهما وقال غيره أو في مثل هذا بمعنى الواو تفيد الجمع 3085 وقال الطيبي الأولى أنها على بابها وإنما جاء التعميم فيما من النهي الذي فيه معنى النفي والنكرة في سياق النفي تعم لأن المعنى قبل النهي تطيع آثما أو كفورا أي واحدا منهما فإذا جاء النهي ورد على ما كان ثابتا فالمعنى لا تطع واحدا منهما فالتعميم فيهما من جهة النهي وهي على بابها 3086 الثالث لكون مبناها على عدم التشريك عاد الضمير إلى مفرديها بالإفراد بخلاف الواو وأما قوله تعالى * (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) * فقيل إنها بمعنى الواو وقيل المعنى أن يكون الخصمان غنيين أو فقيرين فائدة 3087 أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس كل شيء في القرآن أو فهو مخير فإذا كان فمن لم يجد فهو الأول فالأول 3088 وأخرج البيهقي في سننه عن ابن جريج قال كل شيء في القرآن فيه
(٤٥٨)