وقوله سبحانه: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا...) * الآية: قال مجاهد وغيره: الإشارة بهذه الآية إلى المنافقين، وعذابهم الأليم في الدنيا: الحدود، وفي الآخرة: النار، وقالت فرقة: الآية عامة في كل قاذف، و [هذا] هو الأظهر.
وقوله تعالى: * (والله يعلم) * معناه: يعلم البريء من المذنب، ويعلم سائر الأمور، وجواب * (لولا) * أيضا محذوف تقديره: لفضحكم بذنوبكم، أو لعذبكم ونحوه.
وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان...) * الآية: خطوات جمع خطوة، وهي ما بين القدمين في المشي، فكان المعنى: لا تمشوا في سبله وطرقه.
قلت: وفى قوله سبحانه: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا) *: ما يردع العاقل عن الاشتغال بغيره، ويوجب له الاهتمام بإصلاح نفسه قبل هجوم منيته وحلول رمسه، وحدث أبو عمر في " التمهيد " بسنده عن إسماعيل بن كثير قال:
سمعت مجاهدا يقول: " إن الملائكة مع ابن آدم، فإذا ذكر أخاه المسلم بخير، قالت الملائكة: ولك مثله، وإذا ذكره بشر، قالت الملائكة: ابن آدم المستور عورته، أربع على نفسك، واحمد الله الذي يستر عورتك " انتهى، وروينا في " سنن أبي داود " عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حمى مؤمنا من منافق - أراه قال:
بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلما بشئ يريد به شينه، حبسه الله - عز وجل - على جسر جهنم حتى يخرج مما قال "، وروينا أيضا عن أبي داود بسنده عن جابر بن عبد الله وأبى طلحة بن سهل الأنصاريين أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه - إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته - إلا نصره الله في موضع يحب فيه