تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
نصرته "، انتهى، ثم ذكر تعالى أنه يزكي من يشاء ممن سبقت له السعادة، وكان عمله الصالح أمارة على سبق السعادة له.
وقوله تعالى: * (ولا يأتل أولوا الفضل منكم...) * الآية: المشهور من الروايات أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر رضي الله عنه ومسطح بن أثاثة، وكان من قرابة أبي بكر، وكان أبو بكر ينفق عليه، لمسكنته، فلما وقع أمر الإفك بلغ أبا بكر أنه: وقع مسطح مع من وقع; فحلف أبو بكر: لا ينفق عليه، ولا ينفعه بنافعة أبدا، فجاء مسطح معتذرا / وقال: إنما كنت أسمع ولا أقول، فنزلت الآية، والفضل: الزيادة في الدين، والسعة هنا:
هي المال، ثم قال تعالى: * (إلا تحبون أن يغفر الله لكم...) * الآية، أي: كما تحبون عفو الله لكم عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن دونكم، فيروى أن أبا بكر قال: بلى، إني أحب أن يغفر الله لي، ورجع إلى مسطح ما كان يجري عليه من النفقة والإحسان.
قال ابن العربي في " أحكامه ": وفي هذه الآية دليل على أن الحنث إذا رآه الإنسان خيرا هو أولى من البر، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: " فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه " انتهى. وقال بعض الناس: هذه أرجى آية في كتاب الله عز وجل من
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381