تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٥
تفعلين ذلك؟ قالت: لا، والله، قال: فعائشة - والله - - أفضل منك، قالت أم أيوب:
نعم " فهذا الفعل ونحوه هو الذي عاتب الله فيه المؤمنين; إذ لم يفعله جميعهم، والضمير في قوله: * (لولا جاءوا) * الذين تولوا كبره.
وقوله تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم) * هذا عتاب من الله تعالى، بليغ في تعاطيهم هذا الحديث وإن لم يكن المخبر والمخبر مصدقين، ولكن نفس التعاطي والتلقي من لسان إلى لسان والإفاضة في الحديث - هو الذي وقع العتاب فيه، وقرأ ابن يعمر وعائشة (رضي الله عنها) وهي أعلم الناس بهذا الأمر: " إذ تلقونه " / - بفتح التاء، وكسر اللام، وضم القاف -، ومعنى هذه القراءة من قول العرب: ولق الرجل ولقا إذا كذب، وحكى الطبري: أن هذه اللفظة مأخوذة من: الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشئ; يقال: ولق في سيره إذا أسرع والضمير في: * (تحسبونه) * للحديث والخوض فيه والإذاعة له.
وقوله تعالى: * (سبحانك) * أي: تنزيها لله أن يقع هذا من زوج نبيه صلى الله عليه وسلم وحقيقة البهتان: أن يقال في الإنسان ما ليس فيه، والغيبة: أن يقال في الإنسان ما فيه، ثم وعظهم تعالى في العودة إلى مثل هذه الحالة.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381