وأني في ذلك لمن الصادقين، ثم يقول في الخامسة، وأن لعنة الله علي إن كنت من الكاذبين، وأما في لعان نفي الحمل فيقول: ما هذا الولد مني، وتقول المرأة: أشهد بالله ما زنيت، وأنه في ذلك لمن الكاذبين، ثم تقول: غضب الله علي إن كان من الصادقين، فإن منع جهلهما من ترتيب هذه الألفاظ، وأتيا بما في معناها أجزأ ذلك، ومشهور المذهب: أن نفس تمام اللعان بينهما فرقة، ولا يحتاج معها إلى تفريق حاكم، وتحريم اللعان أبدي باتفاق فيما أحفظ من مذهب مالك، وجواب * (لولا) * محذوف تقديره: لكشف الزناة بأيسر من هذا، أو لأخذهم بعقابه ونحو هذا.
وقوله تعالى: * (إن الذين جاءوا بالإفك...) * الآية: نزلت في شأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ففي " البخاري " في غزوة بني المصطلق عن عائشة رضي الله عنها قالت: وأنزل الله العشر الآيات في برائتي: * (إن الذين جاءوا بالإفك...) * الآيات:
والإفك: الزور والكذب، وحديث الإفك في " البخاري " ومسلم وغيرهما مستوعب، والعصبة: الجماعة من العشرة إلى الأربعين.
وقوله سبحانه: * (لا تحسبوه) * خطاب لكل من ساءه ذلك من المؤمنين.
وقوله تعالى: * (بل هو خير لكم) * معناه: أنه تبرئة في الدنيا، وترفيع من الله تعالى في أن نزل وحيه بالبراءة من ذلك، وأجر جزيل في الآخرة، وموعظة للمؤمنين في غابر الدهر، و * (اكتسب) *: مستعملة في المأثم، والإشارة بقوله تعالى: * (والذي تولى كبره) * هي إلى: عبد الله بن أبي ابن سلول وغيره من المنافقين، وكبره: مصدر كبر الشئ وعظم ولكن استعملت العرب ضم الكاف في السن.
وقوله تعالى: * (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا...) * الآية:
الخطاب للمؤمنين حاشى من تولى كبره، وفي هذا عتاب للمؤمنين، أي: كان الإنكار واجبا عليهم، ويقيس فضلاء المؤمنين الأمر على أنفسهم، فإذا كان ذلك يبعد فيهم فأم المؤمنين أبعد، لفضلها، ووقع هذا النظر السديد من أبي أيوب وامرأته; وذلك أنه دخل عليها فقالت له: " يا أبا أيوب، أسمعت ما قيل؟ فقال: نعم، وذلك الكذب; أكنت أنت يا أم أيوب