تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٧٧
وكل الأمور بمرأى منه ومسمع، (وكتبنا له في الألواح من كل شئ)، أي: من كل شئ ينفع في معنى الشرع، وقوله: (وتفصيلا لكل شئ) مثله، وقوله: (بقوة)، أي: بجد وصبر عليها، قاله ابن عباس، وقوله: (بأحسنها) يحتمل معنيين.
أحدهما: التفضيل، كما إذا عرض مثلا مباحان، كالعفو والقصاص، فيأخذون بالأحسن منهما.
والمعنى الثاني: يأخذون بحسن وصف الشريعة بجملتها، كما تقول: الله أكبر، دون مقايسة.
وقوله سبحانه: (سأوريكم دار الفاسقين)، الرؤية هنا: رؤية عين، هذا هو الأظهر إلا أن المعنى يتضمن الوعد للمؤمنين، والوعيد للفاسقين، ودار الفاسقين: قيل: هي مصر، والمراد آل فرعون، وقيل: الشام، والمراد العمالقة وقيل: جهنم، والمراد الكفرة بموسى، وقيل غير هذا مما يفتقر إلى صحة إسناد.
وقوله تعالى: (سأصرف عن آياتي الذي يتكبرون في الأرض...) الآية: المعنى:
سأمنع وأصد، قال سفيان بن عيينة: الآيات هنا كل كتاب منزل.
قال * ع *: والمعنى عن فهمها وتصديقها، وقال ابن جريج: الآيات: العلامات المنصوبة الدالة على الوحدانية، والمعنى: عن النظر فيها، والتفكر والاستدلال بها، واللفظ يعم الوجهين /، والمتكبرون في الأرض بغير الحق: هم الكفار، قلت: ويدخل في هذا
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة