تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٨١
قلت: قال ابن هشام في " المغني " ولام التقوية هي المزيدة لتقوية عامل ضعف، إما لتأخير، نحو: (لربهم يرهبون)، و (إن كنتم للرؤيا تعبرون) [يوسف: 43] أو لكونه فرعا في العمل، نحو: (مصدقا لما معهم) [البقرة: 91] (فعال لما يريد) [البروج:
16]، وقد اجتمع التأخير والفرعية في: (وكنا لحكمهم شاهدين) [الأنبياء: 78]. انتهى.
وقوله: (واختار موسى قومه...) الآية: قال الفخر: قال جماعة النحويين:
معناه: واختار موسى من قومه، فحذف " من "، يقال: اخترت من الرجال زيدا، واخترت الرجال زيدا. انتهى.
قال * ع *: معنى هذه الآية أن موسى عليه السلام اختار من قومه هذه العدة، ليذهب بهم إلى موضع عبادة وابتهال ودعاء، فيكون منه ومنهم اعتذار إلى الله سبحانه من خطأ بني إسرائيل في عبادة العجل، وقد تقدم في " سورة البقرة " [البقرة: 51] قصصهم، قالت فرقة من العلماء: إن موسى عليه السلام لما أعلمه الله سبحانه بعبادة بني إسرائيل العجل، وبصفته، قال موسى: أي رب، ومن اختاره؟ قال: أنا، قال موسى: فأنت، يا رب، أضللتهم، (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء) أي: إن الأمور بيدك تفعل ما تريد.
وقوله سبحانه: (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة...) الآية: (اكتب): معناه:
أثبت واقض، والكتب: مستعمل في كل ما يخلد، و (حسنة): لفظ عام في كل ما يحسن في الدنيا من عاقبة وطاعة لله سبحانه، وغير ذلك، وحسنة الآخرة: الجنة، لا حسنة دونها، ولا مرمى وراءها، و (هدنا) - بضم الهاء -: معناه: تبنا.
وقوله سبحانه: (قال عذابي أصيب به من أشاء)، يحتمل أن يريد ب‍ " العذاب "
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة