تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٧٩
قومه في عبادتهم العجل، وغضبه على أخيه في إهمال أمرهم.
قال ابن عباس: لما ألقاها، تكسرت، فرفع أكثرها الذي فيه تفصيل كل شئ، وبقي الذي في نسخته الهدى والرحمة، وهو الذي أخذ بعد ذلك، قال ابن عباس: كانت الألواح من زمرد، وقيل: من ياقوت، وقيل: من زبرجد، وقيل: من خشب، والله أعلم.
وقوله: (ابن أم) استعطاف برحم الأم، إذ هو ألصق القرابات، وقوله: (كادوا)، معناه: قاربوا، ولم يفعلوا، وقوله: (ولا تجعلني مع القوم الظالمين)، يريد: عبدة العجل.
وقوله سبحانه: (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا)، وقد وقع ذلك النيل بهم في عهد موسى عليه السلام، فالغضب والذلة هو أمرهم بقتل أنفسهم، وقال بعض المفسرين: الذلة: الجزية، ووجه هذا القول أن الغضب والذلة بقيت في عقب هؤلاء، وقال ابن جريج: الإشارة إلى من مات من عبدة العجل قبل التوبة بقتل الأنفس، وإلى من فر، فلم يكن حاضرا وقت القتل، والغضب من الله عز وجل، إن أخذ بمعنى الإرادة، فهو صفة ذات، وإن أخذ بمعنى العقوبة وإحلال النقمة، فهو صفة فعل، وقوله: (وكذلك نجزي المفترين)، المراد أولا أولئك الذين افتروا على الله سبحانه
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة